وصف الكتاب:
هذه رواية لا تدعوك إلى شيء، هي فقط تستمتع بالنظر إليك وأنت تلهث وراء المعنى علّك تظفر بخيط يكشف لك ما يختفي من أحداث. وكلّما ظننت نفسك قد أحطت بالقصّة، تنقلب متعتها سخرية، فليس أدفع للضحك من ذلك الاطمئنان الزائف الذي ندّعيه، تماما كاطمئناننا للحياة وهي ما تنفكّ تفجؤنا كلّ حين، برغم سعينا الدؤوب لترتيبها. «قاسية هي الحياة»، هذه الحقيقة التي نعيها جيّدا لا يتوقّف عندها المؤلّف طويلا بل يذهب بالقسوة إلى منتهاها، فلا تعود فكرة الموت مخلّصًا وحسب، وإنّما تصير بديلاً يختزن النعيم والراحة والاطمئنان. نحن «أحياء الشهيق والزفير»، وتلك هي حقيقتنا، وعدا هذين العَمَليْن الغريزيّيْن لا دليل آخر يمكن أن يطعن فرضيّة أننا أموات-أحياء إلاّ ما نفتضّ به بياض الأوراق.. وحتّى الكتابة ذاتها -وقد خلناها علامة حياة- تصبح مع محمد بدر الهاجري خادما وفيّا للموت.. ويظلّ صدى السؤال الأزليّ يتردد في أعمق نقاط اللاوعي: «ما الجدوى؟» بلال المسعودي