وصف الكتاب:
تتناول هذه الدراسة موقف مصر من قضايا إمارات الخليج العربية للمدة 1952 – 1970 ، وما دعاني إلى اختيار هذه المرحلةهو كونها تمثل انعطافة جديدة في توجهات مصر الخارجية تجاه منطقة الخليج العربي ، ففي تموز عام 1952 شهدت القاهرة انقلاباً عسكرياً ضد الحكم الملكي قام به تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري ، الذي يحمل توجهات تدعو إلى القومية العربية وإلى الوحدة العربية وفي المقابل كانت منطقة الخليج العربي تعيش تحركاً قوياً لانتشار أفكار القومية العربية بين أبناءها مما أوجد ترابطاً فكرياً بين الجانبين، وأما اختيار عام 1970 نهاية للمرحلة ؛ لأنه مثل نهاية للمد القومي المصري ، ولاسيما بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر . في حين كانت منطقة الخليج العربي على موعد مع بداية النهاية لعهد الاستعمار ، لذا ارتأيت أن أخوض في إبراز الموقف المصري تجاه إمارات الخليج العربية وذلك لندرة ما كتب عن هذه المنطقة في تعاملها مع الجانب المصري. لقد عمدت إلى استثناءالعراق والمملكة العربية السعودية من بين الدول الخليج العربية خلال مدة الدراسة ، ولعل ذلك متأتياً من تمسكي بعنوان الدراسة الرئيس وهو "إمارات الخليج العربية " فقط دون دولهِ ، كما أن الإمارات كانت خاضعة للاستعمار البريطاني المباشر ولم تكن تتمتع بأية صفة سياسية دولية ، على العكس من النظامين العراقي والسعودي اللذين كانا قد نالا استقلاليهما قبل مدة الدراسة ، بل أن هاتين الدولتين قد سعتا إلى مد نفوذهما إلى جنب أو بالضد من النظام المصري طيلة مدة البحث ، فضلاً عن ذلك فأن هناك كثير من الدراسات الأكاديمية التي تناولت موضوع العلاقات السياسية بين مصر وكلا هذين البلدين أو على إنفراد ، مما يجعل الخوض فيها موضوعاً غير ذي جدوى ، كما حاولت تسليط الضوء قدر الإمكان على الصراع المصري – البريطاني في إمارات الخليج العربية وقضاياها المختلفة ، ولذلك ركزت في بحثي على إبراز الموقف المصري على الساحتين العربية والدولية ، فتارة أخذت موقفها في الجامعة العربية ، وتارة أخرى بحثت موقفها في الأمم المتحدة وكذلك أظهرت الموقف السياسي والعسكري والرأي العام المصري . والتزاماً مني بالواقع التاريخي للمسميات التاريخية للدول والإمارات فقد التزمت بتسمية مصر بعد عام 1958 باسم (الجمهورية العربية المتحدة) ، وهي التسمية التي أطلقت عليها بعد أن تمت الوحدة المصرية السورية ، ولذلك سارت الدراسة في هذه التسمية بعد هذا العام والى نهاية مدة حكم الرئيس جمال عبد الناصر على الرغم من حدوث الانفصال في أيلول عام 1961 ؛ لأن الرئيس جمال عبد الناصر لم يغير هذه التسمية . واحتوت هذه الدراسة على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة ، مهد الفصل الأول للجذور التاريخية للوجود المصري في منطقة الخليج العربي 1811-1952 ، إذ قسم إلى مبحثين ، الأول بداية الوجود المصري في منطقة الخليج العربي ، أما الثاني فقد كان " الصلات الثقافية بين مصر ومنطقة الخليج العربي " . في حين ركز الفصل الثاني على الموقف المصري من قضيتي واحة البريمي والصراع العُماني1952 – 1970 ، وقد فصل إلى ثلاثة مباحث ناقش المبحث الأول قضية واحة البريمي وتطورها السياسي ، في حين عرج المبحث الثاني على الموقف المصري من القضية ، فيما عني المبحث الثالث بموقف مصر من قضية الصراع العُماني . وخصص الفصل الثالث لدراسة موقف الجمهورية العربية المتحدة من الأزمة العراقية - الكويتية عام 1961-1963 ، وقد قسم إلى مبحثين تطرق الأول منهما إلى مسيرة العلاقات العراقية - الكويتية ، فيما برّز المبحث الثاني موقف الجمهورية العربية المتحدة من الأزمة العراقية - الكويتية . وكان الفصل الرابع قد انفرد بدراسة موقف الجمهورية العربية المتحدة من قضايا إمارات الخليج العربية الأخرى 1964 – 1970 ، وجاء موزعاً إلى سبعة مباحث ، تصدى المبحث الأول لمناقشة قضية الثورة في ظفار ، وتناول المبحث الثاني موقف الجمهورية العربية المتحدة من ثورة ظفار ، وبحث المبحث الثالث قرار الانسحاب البريطاني من الخليج العربي، في حين خصص المبحث الرابع لدراسة موقف الجمهورية العربية المتحدة من الانسحاب البريطاني من الخليج العربي ، وتكفل المبحث الخامس بدراسةالادعاءات الإيرانية في البحرين في حيندرس المبحث السادس موقف الجمهورية العربية المتحدة من الادعاءات الإيرانية في البحرين ، وأما المبحث السابع فقد أخذ موقف الجمهورية العربية المتحدة من إتحاد الإمارات العربية . وفي خاتمة الدراسة سجلت أهم النتائج التي توصلت إليها أخذاً بعين الاعتبار الأهم فألاهم ومتدرجاً حسب ترتيب أهم أحداث الفصول .