وصف الكتاب:
في كل حقيبة سفر ما ، وفي كل محطة انتظار ما ،وفي كل قطار غرباء يجلسون على ذكرياتهم حين يظنون أنهم خلفوها في آخر محطة من عمرهم . الغرباء هم أكثر الناس تعلقا بالماضي ، فالذي يزيل الغبار دوما عن حقيبته ليلمّ أشياءه ، هو يلمّ في الحقيقة عمره ، فهو يعرف جيدا ما لديه من ذكرى وصور أحبة وموتى ، كما يعرف جيدا ثيابه . الغرباء لا يخطئون بأسماء المحطات ، ولا يفوتهم قطار يأتي على عجل ، وهويتهم تذاكر سفر تتجدد مع كل رحلة جديدة . الغرباء الحقيقيون هم الذي حلموا ببيت صغير ، وخزانة تتسع لذكرياتهم ، هم الذي حلموا بأصدقاء لا بعابري محطات ، ولكنهم لم يحظوا سوى بوطن على شكل حقيبة لا تؤمن إلا بصفير القطارات . والانتظار في زوايا المحطات على مقاعد لا تستقبل سوى العابرين ،فما أتعس الوطن حين يتحول إلى حقيبة سوداء صغيرة تشبه القبر ، ولا يدري غرباء الحقائب في أيّ محطة سيموتون
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني