وصف الكتاب:
إنه كتاب للشعرِ الذي يصلح أن يكونَ مقدمة لإنبلاج عصر من عصور الشعر الحديث، ذلك لأن الشعر الذي يتميز به يطرح جملة من الأسئلة حول ماهية الشعر. هل رؤية أم جملة من الرؤى تتهاوى في تساقط العقل من إنحدارات اللغة إلى مرتبة جديدة من مراتبها، وهي تتربع على الأحلام والخوف والرؤى، في داخلها موسيقى تظهر رويداً، كما الشمس، وهي تَطلع من ظلمة الكلمات؟... إن الموسيقى عند صلاح ستيتيه تَطلع من إيقاعات تفوق الكلام، تتلازم مع الأغنية التي تترافق أصولها مع الإيقاعات المفترضة في داخلها، الإيقاع الداخلي هذا في الصورة الشعرية يجعل من هذه الصورِ مرحلة من مراحل الغناء، فالصورة والإيقاع والغناء، جميعها تصطفّ في رفة العصافير عنده. إن اللغة والموت وجسدَ المرأة، كلها مفاهيم متساوية في ظروف الإبداع، فلا يفترق الإبداع هذا عن اللغة، التي هي الإبداع في جوهرِه، وإن كانَ آتيا من خارجِها إلى الداخل فيها. هذه اللغة هي لغة العصافير، فيبقى صلاح ستيتيه وحيداً، مرتجفاً على حافَة الغابة التي يركض فيها الرجال إلى علم الألوان الجديد.