وصف الكتاب:
دائمًا ما كان العمل يمثل شيئًا جذابًا بالنسبة إليَّ، ومع ذلك ينبغي أن أعترف بأنني كنت أراه أمرًا مروعًا إلى حد ما في بعض الأحيان. أتذكر أنني أُصبتُ بالدهشة والانزعاج عندما كنت فتى يافعًا حين علمت للمرة الأولى أن البالغين، من أمثال والديَّ، يعملون مدة ثماني ساعات أو أكثر يوميًّا في وظائفهم، فقد كان ذلك وقتًا أطول من الوقت الذي كنت أقضيه في المدرسة، وكنت أتعامل مع هذا الأمر بصعوبة! وعندما قيل لي إن العديد من هؤلاء البالغين لا يحبون وظائفهم في الحقيقة، شعرت بالذهول، ولم أتمكن من فهم سبب قضاء الناس الكثير من الوقت بعيدًا عن عائلاتهم وأصدقائهم في القيام بعمل لا يرضون عنه، وأظن أنني كنت أخشى أيضًا أن أكون في موقفهم نفسه في يوم من الأيام. لم يزد انبهاري بالوظائف إلا عندما انضممت إلى القوة العاملة في سن الثالثة عشرة؛ حيث عملت نادلًا في أحد المطاعم الكبرى؛ ومن ثم كنت أعمل مع النادلات، وغاسلي الأطباق، والطهاة، والقائمين على تقديم المشروبات، وكانت هذه هي المهن الأساسية بالنسبة إلى معظمهم. وفي وقت لاحق، خلال مرحلة الجامعة، كنت أقضي إجازاتي الصيفية في العمل صرافًا في أحد البنوك، فعملت مرة أخرى مع الموظفين الذين يعملون بدوام كامل. في هاتين الوظيفتين وجدت نفسي دائمًا أتساءل عما إذا كان زملائي في العمل يستمتعون بعملهم، ومع مرور الوقت توصلت إلى استنتاج لا مفر منه، مفاده أن الكثير منهم لم يكونوا يستمتعون بعملهم.