وصف الكتاب:
تحتل الدراسات الأندلسية مكانة مهمة في الدراسات التاريخية ، ذلك لمكانة هذا التاريخ وأهميته عند المسلمين ، إذ ما تزال الأندلس ميداناً رحباً للبحث التاريخي ، فالدراسة التي في متناول اليد تحمل عنوان حـــــــــــركة الاســـــــــــترداد الاسبانية (الريكونيكيستا) الانتصار والهزيمة وتحولات المسار (541-897ه/1146-1492م) ، خُصصت لمعرفة تاريخ هذهِ الحركة خلال حقبتي حكم دولة الموحدين ، وحقبة حكم مملكة غرناطة ، فبعد أنَّ لبثَ الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية ثمانية قرون (92- 897ه / 717-1492م)، يغالب النصرانية وتغالبه ، جاءت اللحظة الحاسمة لتطوي أهم حقبة من حقب تاريخ دولة الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية ، إذ لم يبق من دولة الإسلام الشامخة بالأندلس سوى مملكة غرناطة الصغيرة، التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع والذود عن حمى الإسلام في الأندلس ، في الوقت الذي كانت فيهِ الممالك النصرانية في اسبانيا تعمل على تكثيف الجهود وتوحيدها ، تساندها قوى العالم الأوربي المفعمة بالنزعة الدينية والروح الصليبية ، فاستطاعت هذهِ القوى التربص بالمدن التابعة لمملكة غرناطة التي أخذت تلتهمها وتستردها مدينة بعد أخرى حتى أُستردت مدينة غرناطة سنة 897ه/1492م ، ليكون هذا الحدث خاتمة لحركة الاسترداد وحروبها المستعرة ، ليتغير مسار الإسلام في الأندلس وتعود اسبانيا نصرانية مثل ذي قبل ، وليفتخر الأسبان بهذهِ الحركة وبنتائجها ، التي تخلق لنا حالة من الحزن والألم ، ذلك لأنها وضعت حداً نهائياً فاصلاً لوجود الإسلام في القارة الأوروبية .