وصف الكتاب:
تُعد الأندلس وأحداثها ميداناً رحباً للدراسات التاريخية ، فقد جاءت هذهِ الدراسة المسماة حركة الاسترداد الاسبانية ( الريكونيكيستا) ثنائية الصراع بين المسلمين والنصارى في الأندلس (422-541ه/1030-1146م) ، لتسلط الضوء على حقبة زمنية مهمة من حقب تاريخ الأندلس السياسي وتاريخ اسبانيا النصرانية ، إلا وهي حقبتي حكم أمراء الطوائف وحكم دولة المرابطين في الأندلس ، إذ مثلت هذهِ الحقبة بداية لنشاط وتصاعد حركة الاسترداد الاسبانية التي تمخض عنها حروب دموية ألمت بالحكم الإسلامي في بلاد الأندلس ، إذ نشطت حروب حركة الاسترداد الاسبانية نشاطاً غير معهودٍ من ذي قبل ، لا سيما بعد أنّ أستغل قادة هذهِ الحركة المتغيرات السياسية التي عصفت بالحكم الإسلامي في الأندلس ، وأخذوا يوظفون هذهِ المتغيرات لصالح هدفهم المنشود والمتمثل بإنهاء الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية ، فبعدَ زوال الخلافة الأموية في الأندلس سنة 422ه/1030م ، عصفت بالبلاد متغيرات سياسية أدت إلى إضعاف حكم المسلمين وتصاعد وتيرة هذهِ الحركة وحروبها الدموية ذات النزعة الصليبية التي لا تفقه سوى منطق السيف والدم ، فازدادت ميادين القتال وتمخض عنها استرداد عدد كبير من المدن والثغور التي كانت تحت حكم المسلمين في الأندلس فتراجعت قوى المسلمين وتغيرت الحدود وتحول المسار وارتسمت النهايات ...