وصف الكتاب:
لاشك أنَّ الحديث عن مقومات أي خطاب أدبي (شعري) لابد أن يستدعي استحضار المقوم البلاغي، كنموذج قرائي من شأنه أن يقدِّم إضافات في طريق تحليل النصوص الأدبية، ولعلَّ هذا الدور القرائي يمكن أن يتضاعف وأن يلبّي تطلعات صاحبه عندما يتعلق الأمر بالخطاب الشعري الصوفي، وما يستبطنه هذا الأخير من قابلية استيعاب الآليات المقارباتية المختلفة، وما يمثله من كثافة إيحائية وثقل عرفاني، من شأنه أن يظهر ما فيه من وجوه الجمال والألق في صوره الشعرية المختلفة؛ ذات الخصوصية الفنية والمعرفية، التي تتساوق في عملها مع بيان صوفي موازٍ، يتخذ من فكرة إنتاج المعنى وتناسله وتشظّي النص وانزلاق وحداته واللعب الحرّ سبيلا إلى تكوين هويته الحقيقية. وقد جاء هذا الكتاب للإجابة عن طبيعة العلاقة بين البيان العربي وبين التجربة الشعرية عند ابن الفارض، وما تقوم عليه هذه الأخيرة من حمولات معرفية تفتح أبواب التحليل والقراءة أمام البيان وأدواته المختلفة من أجل رصد الوحدات المعرفية والروحية المشكّلة في أنساقٍ لغويةٍ لها قابلية التناسل الداخلي المفضي إلى إنتاجية المعنى؛ القائم على التقاطع والالتفاف المستمر حول النواة الوجودية المركزية الجامعة ؟ وما موقع البيان العربي في صياغة رؤية متكاملة للخيال الصوفي المستبطن في شعر ابن الفارض ؟ وما الدور الذي يؤديه حتى يرسم ملامح المخيال الصوفي عنده؛ هذا المخيال القائم على مفهوم تجاوز وسائل الإدراك الحسّية واللغة العادية ؟ وأخيرا كيف يؤثر البيان العربي في مراتبه وأقسامه المختلفة كـ( الاستعارة / التشبيه) في سيرورة النص الصوفي وإنتاجية المعنى فيه؟