وصف الكتاب:
عبد اللطيف فتحي هو بحق أحد رواد المسرح الشعبي في سورية. وهو رائد "تشويمه" بعد أن كانت اللهجة المصرية مسيطرة عليه. أخرج المسرح الشعبي من حالة الإسفاف التي قوامها التهريج والضحك المجاني، ليصبح على يديه مسرحاً اجتماعياً هادفاً، وإن ظلت الكوميديا إطاره العام، فقدم مسرحيات تتناول معاناة الناس، انتقد الاستغلال الذي يتعرض له الفقراء، وانتقد الواسطات والمحسوبيات وغيرها من المثالب الاجتماعية. ولعل مسرحية (صابر أفندي) التي كتبها حكمت محسن، وقدمها عبد اللطيف فتحي مرتين، الأولى عام ١٩٥٨، والمرة الثانية عام ١٩٦٨، تعد النموذج الأوضح للمسرح الاجتماعي. وإذا كان عبد اللطيف فتحي قد أبدع في المسرح الشعبي، فإنه تألق أيضاً في المسرح الكلاسيكي، فأدى أدواراً رائعة باللغة الفصيحة، وصل فيها إلى قمة عالية، ولعل أدواره في مسرحيات (الملك لير، وترويض الشرسة، والبخيل) خير دليل على ذلك. عبد اللطيف فتحي سيبقى في ذاكرة المسرح في سورية مدرسة ينهل منه المسرحيون الشباب.