وصف الكتاب:
ترصد هذه المحاضرة طبيعة العلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومدى قدرتها على دعم مستقبل البلدين والمنطقة، ومواجهة التحديات، وتجاوز العقبات؛ حيث تمثل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين شـرطاً للسلام الإقليمي؛ بسبب قدرتهما على إعادة هندسة الأمن الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، وتأسـيس معادلة إقليمية أمنية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة. وتستند العلاقات السعودية – الإماراتية، التي تعيش اليوم أكثر عهودها ازدهاراً، إلى أسس اجتماعية وسـياسـية مشتركة، تدل عليها التفاهمات المباشـرة، منذ السنوات الأولى من فكرة الاتحاد حتى تأسـيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد وُثقَت هذه التفاهمات من خلال البرقيات الرسمية بين ملوك المملكة العربية السعودية، والمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات. وقد تبلور التوافق السـياسـي بين البلدين منذ الستينيات من القرن الماضـي، وتعزز هذا التوافق لاحقاً، وخصوصاً من خلال التنسـيق لدعم جمهورية مصـر العربية، في حرب عام 1973، ودحر غزو الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسـين، لدولة الكويت، وتحريرها عام 1991، والموقف المشترك من أحداث عام 2011 في بعض الدول العربية؛ الذي دعم استقرار هذه الدول ضد التنظيمات الفوضوية. كما شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في عاصفة الحزم؛ لدعم الشـرعية في اليمن الشقيق. وقد تُوّج التقارب بين البلدين بتوقيعهما، في 16 مايو 2016، اتفاقية في قصـر السلام بجدة؛ لإنشاء مجلس التنسـيق السعودي – الإماراتي؛ دعماً للمصالح المشتركة، برعاية مباشـرة من القيادة الرشـيدة لكل من البلدين. وفي سبيل تفعيل المجلس استضافت أبوظبي، في 21 فبراير 2017، أعمال “خلوة العزم”، وهي الخلوة الاستثنائية، التي حضـرها أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً وخبيراً في القطاعات الحكومية والخاصة من البلدين، وهي التي كانت ورشة عمل مفتوحة، تعزز التنافس الإيجابي.