وصف الكتاب:
أن تاريخ اية امة من الأمم قد لايخلو عبر مسيرتها التاريخية الطويلة من احداث تتصف بالعنف والقتل والظلم والدموية والسلوك العدواني لان مثل هذا السلوك ومايرافقه من عنف وتطرف ودموية لدى الإنسان يكاد يكون صفة ثابتة معروفة وموجودة في تاريخ المجتمعات البشرية كلها. إن مانجده في تاريخ العراق منذ أقدم العصور وحتى الآن هو أمر مختلف فهذا التاريخ لايزدحم بأحداث العنف الدموي والظلم والقسوة الشريرة فحسب. بل أن تلك الأحداث والوقائع التاريخية المشحونة بالعنف الدموي تميل على نحو ظاهر للإتصاف بالمبالغة والتطرف والتصعيد اللامعقول في أداء هذه المعاني جميعاً والإيغال في تطبيقها وممارستها الى الحد الأقصى، اي المبالغة بالعنف والمبالغة بالقسوة والظلم والمبالغة بالشراسة والدموية خلال التعامل مع القضايا والنشاطات الإنسانية بمختلف اشكالها ومستوياتها. قدمت الأساطير العراقية تفاصيل غزيرة جداً على الإستبداد الذي مارسه كلكامش على سبيل المثال وصاغة شخصيته أنموذجاً أدبياً ملحمياً رفيعاً صاغ أصل الملحمة في التاريخ وتعاملنا مع ظواهر الظلم الأجتماعي والعنف كتمظهرات أولى لهذه الظاهرة المميزة لحضارة العراق القديم والتي كانت الآلهة وخصوصاً البانثيون العراقي هم مصدر الحروب والتدمير والتعسف والعنف، وهذا أمر مثير للدهشة لان المقدس هو الحامي الروحي والمولد للأمان النفسي وإستطاع من خلال طقوسه وشعائرهِ وثقافته اللاهوتية، والكهنة الأكثر مهارةً بدورهم المركزي في تكريس نظام الآلهة والاعتراف به.