وصف الكتاب:
يضم هذا الكتاب سلسلة من المقابلات أجرتها الأكاديمية الأميركية ليزا ودين مع جار الله عمر بين الأعوام 1999 و 2002 في مجرى إعدادها لكتاب عن اليمن، بقيت غير مكتملة باستشهاده يوم 28 كانون الاول/ديسمبر 2003 . وقد تفضلت ليزا بتسليمي المخطوطة وتركت لي حرّية ومسؤولية تحريرها وإعدادها للنشر. وأنا شاكر لها ثقتها ومبادرتها في وضع هذه الوثيقة النادرة بين يدي القراء في اليمن والعالم العربي. غني عن القول إنني أتحمّل بمفردي المسؤولية عن الحصيلة النهائية للمخطوطة. جار الله عمر نسيج وحده في الحزب الاشتراكي والسياسة اليمنية يتفرّد بقدر ما يجمع. سعى للجمع بين الوطني والقومي من جهة والتحويل الديمقراطي والعدالة الاجتماعية من جهة أخرى، في زمن يُعْمَل فيه المستحيل للتفرقة بين هذه المستويات المتداخلة من قضايانا العربية. هذا الكتاب شهادة أيضاً على أن جار الله عمر نادر بين القادة الثوريين الذين تجرأوا على مراجعة تجربتهم مراجعة جذرية. على النقيض من ممارسة مألوفة لدى الكثير من المعارضين العرب الذين يستسهلون موالاة نظام استبدادي للنضال ضد نظام استبدادي آخر، وقف جار الله عمر أمام تلك المفارقة متسائلاً كيف يمكن أن يؤيد حكم الحزب الواحد في جنوب اليمن، بل وأن يشارك في قيادته، وهو يقود، من عدن، معارضة شعبية مسلحة وسياسية لإسقاط نظام حكم الحزب الواحد في الشمال؟ لم يؤخذ برأي جار الله في مسألة التعددية والتحويل الديمقراطي. ولا أخذ برأيه عندما دعا لمرحلة انتقالية ينجز فيها النظام في الجنوب التعددية والتحويل الديمقراطي، نحو وحدة كونفدرالية. تقرّرت وحدة اندماجية عجولة واعتباطية بالاتفاق بين رئيسي الجنوب والشمال سوف تمهّد للنزاعات اللاحقة وللحرب بين الشطرين.