وصف الكتاب:
"يلتحم القارب باليخت، يقترب في وداعة لا اصطدام؛ فلا يُسمع له صوت. وفي الأعلى لا ينكسر الظلام ولو بضوء شمعة. وعلى حافة هيكل الظلام جمرة تتقد، ثم تخبو ويعاد إشعالها. يحذرهم نوّاف أن يرفعوا أصواتهم، ثم يمنعهم عن الكلام تمامًا؛ لو عرف الأعلون بوجود أحد في الأسفل، لما ترددوا في إطلاق النار". على قارب فقير يجرفه التيار نحو يخت يتعملق في مياه الخليج، شخصياتٌ أربع من جنسيات ومعتقدات مختلفة، تتسامر في الحب، وتتحاور حول المعتقدات، كاسرة تابو الخشية من الآخر؛ لعلها رمز للعالم. الخادم الهندوسي "أنيل"، والعامل التّبتي "تسو" المؤمن بالتقمّص،و"نواف" ابن البلد المهمّش، والمحامي المصري "مصطفى" ملتبس المعتقد. لكل منهم قصة، لا سيما قصة الحب الرئيسية بين مصطفى ولورا، يسردونها في دعة ظاهرة، وغضب يتعاظم ضد حيتان المال، بانتظار من يعلن نفيرا يخرج بالعباد إلى النهار. أسماء رمزية ثلاثة تؤشر إلى الرؤية؛ لعل "المصطفى"، شخصية جبرانيّة، ينادي فيتجاوب مع صوت السيّاب "يا خليج.. يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى"، ليصل الصوت إلى "رع" في أرض "ماعت"، في ساحة العدل والحق.