وصف الكتاب:
إذا حاولت أن تلج عالم جورج شامي الصحافي والروائي فهذا يعني أنك تدخل “رحابًا” تنبض حجارتها بحياة محورها قلم وألم، ويردد الزمان في حناياها قصصًا وروايات ومواقف ومتاعب تملأ هذه العمارة الثقافية بإبداع يتحدى ويتجدّد، حاضر أبدًا في رحاب الكلمة. وما أن تجد نفسك داخل هذه الرحاب حتى تندفع بكليتك لتستزيد من أدب روائي وقصصي جمع صنوف الحياة بحلوها ومرّها، وصاغ الواقع مشاهد، أو بالأحرى لوحات ملونة، لكل واحدة خصوصيتها، ولحظاتها وناسها وحكاياتها.. منذ كان في عمر الطفولة أمسك القلم بيده ولما يزل، يرتحل في الحياة، يتفاعل مع ما يحيط به، يندهش ويدهش، يثور، ينتفض، يتمرد، ويرسم كل ذلك عبارات تضيء صفحات ولا تختبئ في بطون الكتب، بل تشع مع كل عين تقع عليها وعقل يطالعها ويتعمق بما تحمل من تجارب. في قلب هذا العالم الشمولي الذي امتزجت فيه جماليات الأصالة بالحداثة، توقفت عند كل قصة ورواية ونتاج، واستخلصت ملامح من شخصية أديب وإنسان عاش التجارب بأبعادها، فزادته قوة وحكمة وراح يكتب ويكتب محولا الصعاب إلى إبداع… وفي قلب هذه “الرحاب” ولد هذا الكتاب ونسجت صفحاته من نتاج مبدع صنع حياته كما صنع أدبه بقناعته هو، بإرادته هو، بإيمانه هو الذي لا يتزعزع، المتأصل بالحرية وبرفضه الارتهان… وإذا بحياته كما أدبه شموخ وإباء. هذا الكتاب، مغامرة سادتها رهبة وهيبة، لأنها رحلة في عالم مفكر كبير، كان لي الحظ أن يكون أستاذي في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية… هذا الكتاب باقة وفاء إلى جورج شامي، العين الساهرة التي ترافقني، ولا تنفك تهديني… “كلود أبو شقرا “