وصف الكتاب:
نبذة الناشر: يعطي الشاعر كريم تقي الدين في "بوح الجنائن" شعر الزَّجَل، علاوةً على النكهة الوجدانية، بعداً شاعرياً فكرياً: هو زَجَلٌ زاجِل برؤية في الحياة، بمواقف من شؤونها وشجونها، أفراحها وأتراحها. زَجَلٌ زَجِلٌ، طروب، في وجدانياته. لكنه الزَّجَل، صوت أغصان شجرة الحياة متى حرَّكتها ريح الأقدار وأرياح الأحداث، فيردُّ عليها الشاعر بأنفاسٍ من دفءٍ ونار، وما الأنفاس هنا سوى خلجات الروح وبواعث النفس وشجن الوجدان. وإذا كان الزجل صوت الرعد والغيث، فيُقال سَحابٌ ذُو زَجَلٍ، ذُو رَعْدٍ، ويُقال غيثٌ وسحابٌ زَجِلٌ، أي لِرَعْده صوتٌ، فإن شاعرنا يُعلي صوته، موقفه الزَّجِل، إزاء أحداث الحياة، وإذ بغيثه أفكار دافقة، متنوِّعة، غنية تروي عطش العقول في صحاري الحياة وظمأ النفوس والقلوب في خلاء الوجود. هكذا تفوح حدائق كريم بعطور وجدانياتها، عبق الروح وشذا النفس، وتبوح جنائنه بالأفكار، ثمرات العقل اليانعات بعد أن لقّحتها رياح الخماسين بنطفة النار، وأية نار! وبعد أن روتها الشمس بالنور، بإكسير الحياة، بماء الكوثر، وأي كوثر! وإذا كان الزَّجَل شعر المناسَبة، فيأتي وجدانياً، حماسياً، قصيراً، مشاكساً أحياناً، فإن زجليات كريم تملأ كؤوس المناسبات، على أنواعها، بطربيّاته النارية. إلّا أنه يرفع، فضلاً عن تحدّي الزَّجَل المُفتكِر، تحدّياً آخر هو ما قد أسمّيه "الزَجَل طويل النَفَس"، القصيدة الزجلية الطويلة، مقابل "زجل الردَّة" القصيرة: ها جنائن كريم المعلَّقة تنضح بمعلَّقات يتجاوز بعضها الأربعين بيتاً، ما يضعه في مصاف الكبار. يبقى أن للزَّجَل، الشعر بالعامّية، ميزة أنه روح الشعب؛ يصنع الذاكرة فيخلد في ذاكرة الشعوب: هو الشعر الشعبي بامتياز، يقدَح بردّاته، وتبقى شرارته جذوة في الوجدان. زجل كريم من هذا الطراز المحبَّب، وستردِّد الأجيال "ردّاتو المِحْتَدِّة". لكنه أيضاً شرارة للعقول: يقدح كريم زجله على حجر الفلاسفة. أخيراً، زَجِلَ كريم بردّة عن "مواهب أدبية" فقال: عا بيادر الكلمة التقينا من سنة نغزل أدب مع شعر عا نول الحنين عِنّا الهدف نزرع محبة بهالدني ونكتب رسايل حب عا مرّ السنين والردّة على الردّة لاحقاً. دريد عوده - مواهب أدبية