وصف الكتاب:
يعود تاريخ احتكاكي بـِ القاموس المعقلن في نظرية اللغة لـِ أ.ج.گريماس وجوزيف كورتيس في بداية العقد الثامن من القرن الماضي، وهو تاريخ التحاقي بجامعة السوربون لتحضير الدكتوراه في الدرس النقدي المعاصر. وقد شهدت هذه الحقبة التي كانت حافلة بالمناقشات العلمية الساخنة توافد مجموعات كبيرة من الباحثين ذوي جنسيات وأعمار مختلفة على الدروس التي كان يلقيها گريماس بالمدرسة الكاتوليكية بدونفار روشرو، وكورتيس، وطوما بافيل، و كلود بريمو، وجرار جينيت، وميك بال بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا، و جوليا كريستيفا بجامعة جوسيو، و جمال الدين بن شيخ، وميشال باربو، وأندري ميكال في الكوليج دي فرانس بورشة الترجمة. لم يكن من السهل على باحث عربي متمرس في الدراسات التقليدية أن يستسيغ بسرعة الرهانات البحثية لكل هذه التيارات النقدية، ولا الفروق الجوهرية القائمة بينها، ولا أبعادها العلمية المنطلقة من استراتيجيات بحثية في غاية التنوع. إن هذا القاموس، على أهميته، لم يدخل في أولويات اختيار النصوص السيميائية العربية التي ترجمت إلى حد الآن. وحتى المصطلحية السيميائية واللسانية على حد سواء التي نقلت إلى اللسان العربي ابتعدت تماما عن الرؤية النسقية التي تولي أهمية للعلاقات على حساب القوائم المصطلحية، مما يعني أن ترجمة المصطلح في البحوث السيميائية العربية لم تشتغل على المصطلحية في شموليتها، فاصطدم القارئ العربي بأرمادة من الترجمات التي وضعت للمصطلح الواحد فنشأت هذه الضبابية في الخطاب النقدي العربي. ومنذ ظهور الاهتمام بالبحث السيميائي المعاصر وإلى يومنا هذا، لم يلتفت الباحثون إلى القاموس، ولم تترجم منه إلا نسبة قليلة جدا لا تفي ببناء خطاب علمي جدير بهذا الاسم.