وصف الكتاب:
خصَّص الجوهريُّ مساحةً واسعة في معجمه "الصّحاح" للأبنية الصَّرفيّة ، إذ كان يذكر الصيغة الصرفية في أثناء شرح المادّة اللغوية ، ويُشيرُ في أثناء ذلك إلى الأصول والزَّوائد في بنية الكلمة ، ويبيّن في مواضع معينة أوزان تلك الألفاظ والصّيغ ، ويُكْثِرُ من إيراد الأبنية الصَّرفيّة التي يشير فيها إلى زيادة بعض الحروف في مواطن مختلفة لم يُشِرْ العلماء السّابقون إلى تلك الزيادة في المواطن المشار إليها ، فتحصَّلَ من ذلك مادّة صرفيّة ضخمة استطعنا من خلالها أن نجمع الأبنية الصرفيّة التي ذكرها في معجمه ، ولم تكن مذكورة في كتاب سيبويه ، فكانت تلك الأبنية الصرفية جديدة ، يمكنُ أن نعدَّ كثيراً منها مستدركاً على صاحب الكتاب . ولا يصحُّ أن نعدَّ كلَّ ما ذكره الجوهريُّ من الأبنية مستدركاً على سيبويه ، ولا أن نسجلها نقائضَ عليه ، لأنَّ القسم الأكبر من تلك الأمثلة المثبتة يمكن إسقاطه من دائرة الاستدراك وإخراجه من سلك الفوائت من غير أدنى شكّ ، للأسباب المذكورة ، كما أنّهُ من الصَّعب أن نُحدِّدَ عدداً معينا للأبنية المستدركة عند الجوهريّ ، فنقول : إن عدد الأبنية المستدركة التي يصح إثباتها على سيبويه هو كذا ، لتعذُّر الجزم في الأصل الاشتقاقي لكثير من الكلمات التي تناقضت الآراء بشأن الاستدلال على أصولها ، ولكنَّنا مع ذلك نستطيع القول من خلال تتبعنا لأمثلة الأبنية الفائتة : إنَّ ما استدركه الجوهريُّ على سيبويه ممّا يصح أن يكون مستدركاً بحقّ لا يتجاوز طائفةً قليلةً من الأبنية ، وهي كانت نواةً مهمّة اعتمد عليها العلماء بعده في تسجيل الفوائت الكثيرة ، كابن القطاع ، وأبي حيّان الأندلسيّ.