وصف الكتاب:
صدرت عن دار كنوز المعرفة رواية قصة مهدي “القفز فوق العوائق” للكاتب والأديب مهدي عبد الرحمن آل مطلق والذي يكتب تحت اسم موادع، الرواية صدرت في 270 صفحة بعد أن قام بكتابتها على جوالة من خلال لمس الشاشة بيده اليمنى والتي بالكاد يحركها ومن على مقعده المتحرك، مهدي مقعد منذ عشر سنوات جراء مرض ضمور العضلات وله أثنين من أشقاءه يعانون من ذات المرض الذي يقتحم حياتهم في ذروة شبابهم في العشرينات. مهدي نشر بعض من أجزاء روايته في صحيفة مثار … علوم وأخبار، ولقيت رواجا واسعا مما جعل محمد حسين ابن المحلكم يتبنى تكاليف الطباعة ويتم الشروع في إصدار الرواية، لقد اعتاد البعض منا أن نرى مهدي حاملا بنته دلال وابنه عبد الرحمن على عربيته ويجوب بهما المنتشر لكي يعوضهما شيء من الإعاقة وفقدان الأب والآن سنبدأ أن نرى مهدي يتبوأ الإعلام والمنصات الإعلامية كملهم وكعصامي وكسفير من سفراء العزيمة، حيث يدير مبادرة سفراء العزيمة والتي تكرس جهودها لتسليط الضوء على من لم يعيقه جسد ولا ظرف ولا مأساة من المكافحة والإبداع ونقل البشرية إلى مستوى جمالي أفضل. مهدي آل مطلق خصص الإهداء لوالدته “إلى والدتي الغالية دوحة الخير ودوحة المحبة ودوحة العطاء اللا منقطع …” ومن ثم شكر من سانده وآزره خلال رحلته العلاجية وأثناء كفاحه في الحياة، كذلك شكر ابن المحلكم، ومن ثم ترك عبارة مؤثرة “إن حييت فستروني وعربيتي، وإن مت فقد غرست لكم غرساً مليئاً بالحب والتسامح، لقد أبقيت لكم عبد الرحمن ودلال وكتبي” الرواية اشبه بسيرة ذاتية للألم، وكذلك للبطولة الخارقة، يتدرج من طفولته ومن جبال سرو تلك الجبال الشاهقة والتي لا تأتيها حتى الطيور وكان يمر بالقرب منها طريق للحجاج، وما زالت بعض من الأضرحة والقبور موجودة حتى اليوم، وكيف كان يهوى تسلق الجبال ويمتلك مهارة الصيد من خلال الرجم وقذف الحجارة، ومن ثم الوظيفة عسكري في وزارة الداخلية، يأتي بعدها نوبات المرض وتأخر التشخيص والحقنة الخاطئة، ورحلاته وتنقلاته الخارجية في أوروبا وتعلم اللغة التشيكية والهند ومن ثم المعالجين الشعبيين والروحانيين وطرافة وصفه للعلاج بالكي أيضا، رحلة ممتعة رغم الألم يقضيها القارئ وكأنه يضع بين يديه قلب نابض بالبطولة ولكنه يأن من رماح الليالي والأيام التي أبى أن يستسلم لها. قصة مهدي “القفز فوق العوائق” منها … (يبقى كفاح المجتهد هو عنوان الحياة ورمزيتها فكل ما يدور في فلك عقل الإنسان هو رغبة كبيرة لعيش الحياة وإصرار وعزيمة لأجل أن تنشأ الحياة وتكبر وتتواصل برابط الإدراك المعقول واللامعقول ومنها يتكون عقل الإنسان الطبيعي وغير الطبيعي ويكون له عالمه الخاص بعقله الباطني، ولكل عقل حجم إن قل فقد الإدراك وإن كبر العقل سيعود لمستوى المعقول ولم ينتج كل ما يفكر ويحاول الوصول إليه ومن هنا يبدأ الكفاح والاجتهاد للوصول إلى الكمال والكمال لله فمنهم من يتواصل ومنهم يتصل ومنهم من يحتاج لشرح ليفهم تفاصيل معنى وجوده في هذه الحياة، لوجوده سبب ولمرضه سبب ولموته سبب، تفهم الحياة عندما يفهم المعنى الحقيقي لمعنى الحياة والإنسان الذي يتقمص الإنسانية مرة ويتخلى عنها لمرات عديدة). (عندما تكون قصة الألم تبدأ من حيث تتوقع أن تكون بداية الاقتراب من الأمل فاعلم أن هناك خطأ ما، قد يكون الخطأ فيك أو قد يكون عليك عندها وكِّل أمرك لله سبحانه فهذا هو قدرك، اجتهد ولكن لا تضع كل أحلامك وطموحاتك في شيء واحد، فعندما تفقد الوصول للهدف المنشود لا تتهاوى عزيمتك، حاول الصمود مهما كان الألم فتحقيق الأمل قد يكون مع نهاية الألم، أصبر ودع الخلق للخالق ولا تقنط فكل شيء مكتوب لك). الرواية قدمها ابن عايض صالح وأتى في التقديم … عندما تكتب أو تتحدث عن ألمك فهذا لن يكون أشد إيلاماً من الألم نفسه وقت حدوثه بل ربما تستلذ بلحظات التذكر لتجاوزك المحنة بكل صبر واقتدار، إلا أن المعضلة والهوة الكبرى والتي يصعب المرور فوقها دون ضرر لك أو عليك عندما تتحدث عن ألم الغير وأنت تدرك بأنك مهما بلغت من حالات التقمص لن تبلع مثقال عشر مما ألم به. قصة مهدي الغير محكية أو مكتوبة نعتقد بأننا نعرفها، رجل مقعد على كرسي متحرك نراه بين الفينة والأخرى على جنبات الطريق أو في مناسبة ما، وهو مشهد ليس مألوف لنا ولكننا ألفناه ولا نفعل شيء في الغالب سوى ترديد قولة “الي بلاه يعافينا”، نحن لا نتحاشى القرب من المتألمين ومن ذوي المحن والمآسي خشية أن يطلبوا منا طلب نعجز عن تلبيته أو ربما يخبروننا بألم لن نقدر على نسيانه ربما نتحاشى العدوى، ربما هي سوء حظنا في الحياة أن نتعلم من أحد آيات الله. الحياة لا ترحم أحد ويواسينا فيها بأنها ليست دار ثواب لأولياء الله وليست دار عقاب لأعدائه هي مرحلة للامتحان ولتعرف الأنفس حقائق أمرها، الله أعرف بنا من أنفسنا ولكن لكي تقام علينا الحجة لا بد أن نقف أمام كل شيء وبعدها وبناء على جوهر النفس تنحرف يمينا أو شمال أو بأن تنتهج الجادة والمحجة البيضاء، ربما كل نفس يجب أن تمر على كل شيء وبذات الامتحان وبناء على فعلها تكون مرتبتها، هذه الحياة الدنيا البسيطة والتي تأتي في غمضة عين وتذهب في أقل منها يحسبها الغفلة والجهلة كل شيء ويكرسون لها كل شيء في حياتهم وهي في الأصل لا شيء، مليارات من السنين وأمد مديد من الزمن ثمرتها إنسان بشري عاقل تذهب به نزواته وغروره إلى أسفل السافلين والسبب بأنه نظر إلى إنسان مبتلى من خلقه وقال لو لم أكن أفضل منه لما كان كما هو وكنت كما أنا، نفس منهج قياس إبليس. مهدي قصته قصة، مهدي أحد آيات الله المخفية رغم أنها بين أعين الناس، أصيب بالمرض الغامض فصبر واتهموه فصمد واهملوه فتجاوز وكافح وعاش ونجح وتزوج وانجب فكتب “قصة مهدي والقفز فوق العوائق”