وصف الكتاب:
انحنت الأغصان البالية، وقبلت الأرض الجدباء برؤوس أشواكها لتشكل كهفاً صغيراً ملغماً بالأشواك مع الكثير من الحجارة الملتهبة من حرارة شمس الصيف الطويل، لكن كل ذلك لم يمنع “ثُريا” من الاختباء بداخله لتخفي معها شهقاتها المكتومة وأنينها الضعيف.. تضم ركبتيها إلى صدرها علّها تواسي قلبها المتوجع، لكن صوتاً مرتجفاً ينادي عليها من بعيد، تلاه صوت احتكاك عجلات سيارة ابتعدت مسرعة، جعلها تمسح دموعها بكُم رداءها المدرسي الداكن وتخرج من مخبئها الصغير يكسوها الغبار وتغطي شعرها أوراق شجرة السدرة اليابسة فتنفضها على عجل قبل أن تطلق ساقيها راكضة نحو البيت يسبقها الخوف الشديد لما ترائى أمامها… مشهد قديم لنفسها الصغيرة تركض حافية القدمين على الحصى الساخن محاولة اللحاق بالسيارة السوداء قبل أن تخرج من سور المزرعة لكن كفّه الكبيرة أوقفتها شاداً على معصمها وبشفتين مرتجفتين تحدّث…
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني