وصف الكتاب:
من الرواية: أيها الوقت توقف اسمح لي بأن أتمتع بدفء الشمس، أذوق طعم الماء، أتنفس الهواء وأشتم الروائح التي تتخلله، أتذوق طعم هذه الفاكهة وأشعر بسكرها الذي يذوب ببُطء في الفم، توقف كي أُحب كل شيء، أحضن ذلك الإنسان وأبكي حتى يُنهكني البُكاء... لم يكن حديثه، كان حديث جسده الذي بدأ يشعر بكل شيء، بكل دقيقة وثانيه تمُر، حتى بدقات قلبه المنهكة. لم يكن ذلك عبد الله، لم يكن كلامه، فقد عاش حياته كلها من أجل الآخرين، اجتهد كثيراً لدخول كلية الطب، واجتهد أكثر كي يكون طبيبًا. أنقذ الكثير من المرضى، لم يُعجبه حال بلاده التي تعيش الفقر والجوع، كان يشعر بهوه عميقه بينه وبين الجزء الآخر من العال، كان سبب تقدمهم وتخلف بلاده يؤلمه كثيراً، وتسآل دائمًا عن سبب ذلك. دخل سلك السياسة أصبح مناضلاً، ومدافعًا عن حقوق الشعب، أصبح مُعارضاً، ودخل السجن، ظل فيه ما يقارب السنتان، عانى فيها الكثير، تعمَّق في تلك الفترة في نفسه وفي العالم. وجد بالأخير أنَّ المُعارضة لا تختلف كثيراً عن السلطة، وأن شعبه الضحية وكان أحياناً يرى شعبة جانياً مُشاركاً في الجريمة، وبعد ذلك كُله لم يعرف السبب فقد كانت أسباب تتداخل مع أسباب أخرى، كان شيء معقد . ولكن السؤال ما زال قائماً لماذا نحن هكذا ؟...