وصف الكتاب:
انه ضمير الفجر -كان وسيظل - رغم كل النكسات التي اعترضت مساره والتي في أحدها جاء ذلك الذي (يفتح المفتوح) ويقضى غلي الأخضر والاصفر، ويصلب التاريخ على خشبه الجغرافيا، ذلك الذي قام بذبح من قاموا عليه في مشهد يهرب منه التاريخ خجلا، حيث امر بان يذبح الآباء أبنائهم بأيديهم. نظرت إليه ولم أنطق ببنت شفة ثم تمم حديثه أنه يرغب بإحضار والدته كي تخطبني له. أحببت آدم كثيرا في فترة الخطوبة، وبات قلبي يوما عن يوم يمتلئ حبا وعيناي كلما رأته تزداد شوقا أحسست أن روحي باتت معلقة به، كان يرى بي أحلامه، وبي يحكي أحلى كلامه، كانت عيناه حين تراني تلمعان.. وتنطق شفاهه اسمي بكل حنان.. بسعدي كان يسعد، وعن حضني لا يريد أن يبتعد.. كان شقيا وما الحب بلا شقاوة؟ كان نقيا وما القلب بلا نقاوة؟ معه وجدت لحياتي طعما وحلاوة.. تزوجت بآدم ليلة الثاني عشر من أبريل 2015 كان يوم الاثنين في عطلة الربيع، كنت في السنة الثانية من دراستي للحقوق وكان آدم في سنة التخرج من تقنية المعلومات، حضر زفافنا المتواضع أهله وأصحابه المقربين ووالدي وأهلي وصديقاتي، تمنيت لو شهدت والدتي زفتي مع آدم بفستانها الأبيض الذي أجريت عليه بعض التعديلات ليتناسب مع عصرنا، توفيت حين كنت في الصف الرابع الابتدائي، لا زلت أذكر صورتها جيدا وهي تدس القطن في الجانب الأيمن من حمالة صدرها وتبكي بصمت بعد أن استأصلوا صدرها الأيمن الذي احتلته جنود المرض وتشبثت به بكل خبث، لست متأكدة إن كانت قد قتلتها خلاياها السرطانية أم قتلها الهم. قضيت مع آدم شهر العسل (الذي لم تتجاوز مدته الخمسة أيام) في اليونان، ثم استأنفنا حياتنا الدراسية من جديد، تخرج آدم نهاية الفصل وتوظف لدى شركة أبيه حيث كان قد خصص له وظيفة ليشغرها فور تخرجه.