وصف الكتاب:
في أحد صباحات الجامعة بينما كنت أحاول أن ألتقط بعض السمرة لوجهي تحت وهج أشعة الشمس، تقدم نحوي زميلي آدم وألقى دعابته المعتادة " كفي عن المحاولة يا بياض الثلج" ككل مرة لم أعره أدنى اهتمام وتظاهرت أني لم أسمع ما قال، لكنه أضاف على دعابته هذه جزءا جعلني أتسمر مكاني بدهشة وبلا قصد تحول بياض الثلج إلى حمرة جوري بلدي.. فقد قال لي أحبك. نظرت إليه ولم أنطق ببنت شفة ثم تمم حديثه أنه يرغب بإحضار والدته كي تخطبني له. أحببت آدم كثيرا في فترة الخطوبة، وبات قلبي يوما عن يوم يمتلئ حبا وعيناي كلما رأته تزداد شوقا أحسست أن روحي باتت معلقة به، كان يرى بي أحلامه، وبي يحكي أحلى كلامه، كانت عيناه حين تراني تلمعان.. وتنطق شفاهه اسمي بكل حنان.. بسعدي كان يسعد، وعن حضني لا يريد أن يبتعد.. كان شقيا وما الحب بلا شقاوة؟ كان نقيا وما القلب بلا نقاوة؟ معه وجدت لحياتي طعما وحلاوة.. تزوجت بآدم ليلة الثاني عشر من أبريل 2015 كان يوم الاثنين في عطلة الربيع، كنت في السنة الثانية من دراستي للحقوق وكان آدم في سنة التخرج من تقنية المعلومات، حضر زفافنا المتواضع أهله وأصحابه المقربين ووالدي وأهلي وصديقاتي، تمنيت لو شهدت والدتي زفتي مع آدم بفستانها الأبيض الذي أجريت عليه بعض التعديلات ليتناسب مع عصرنا، توفيت حين كنت في الصف الرابع الابتدائي، لا زلت أذكر صورتها جيدا وهي تدس القطن في الجانب الأيمن من حمالة صدرها وتبكي بصمت بعد أن استأصلوا صدرها الأيمن الذي احتلته جنود المرض وتشبثت به بكل خبث، لست متأكدة إن كانت قد قتلتها خلاياها السرطانية أم قتلها الهم. قضيت مع آدم شهر العسل (الذي لم تتجاوز مدته الخمسة أيام) في اليونان، ثم استأنفنا حياتنا الدراسية من جديد، تخرج آدم نهاية الفصل وتوظف لدى شركة أبيه حيث كان قد خصص له وظيفة ليشغرها فور تخرجه.