وصف الكتاب:
مع صعوبات الجزم بتفاصيل الغد حول ماهية أرض و شعب، لنا مع الحنين عودة، فقد يكون في الماضي الكثير من المقاربات و الرؤى و حالات الاستشراف الغير محسوسة التي تجعلنا لا نتهيب ما وصلنا إليه اليوم من قبح، بل نراجع دفاتر الأقدمين من أسلافنا و أجدادنا علَنا نحسَن رؤيتهم أو نتحسس طرقاً معقولة تلطف يواخيمنا الجافة و تماشي خيبات هذا العصر. عودتي مع الحنين كانت إلى تاريخ قريتي زيدل، و بالتحديد إلى قصتان حقيقيتان، قصة تبديل أرض و شعب و قصة ثورة ضد غزو من جراد زاحف، قصتان بسيطتان بطوابع أهلية محلية مع فارق زمني كبير، و بالرغم من ذلك الفارق، فهما تحملان في تفاصيلهما وجه شبه واحد و هو رؤية المشكلة و إن صح التعبير القرار، ووجدت من خلال القصتين أن صناعة أي قرار مهما كان حجمه يستلزم أولاً و أخيراً رؤية إنسانية، و أن طريقة الإنسان في التعامل مع أية معضلة أو أية فكرة أو أي تغيير ما هو إلا تعبير عن رؤيته الإنسانية، و مقدرة الإنسان تصبح أكبر إن تجمل بالتفرد.