وصف الكتاب:
لم يشهد العالم أزمة مشابهة في حدّة تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية لجائحة “كوفيد-19” على الاقتصاد العالمي منذ الكساد العظيم؛ فقد أدت تدابير الحجر لاحتواء الوباء التي طُبِّقَت في جميع أنحاء العالم إلى احتجاز الملايين في منازلهم، وعطلت الأنشطة الاقتصادية. كما أثَّرَت بوضوح على صناعة النفط والغاز، وعصفت بالتوازن بين الطلب على النفط وعرضه، وهوت بأسعار النفط إلى مستوياتٍ لم نشهدها منذ عقود فاقمتها حرب الأسعار الروسية- السعودية التي استعرت لفترة قصيرة من الزمن. وبينما واجهت صناعة النفط العديد من الأزمات التي دفعتها إلى البحث عن سبل جديدة لممارسة الأعمال والتكيف مع الظروف المتغيرة، فقد تزامنت أزمة وباء “كوفيد-19” مع فترة يواجه فيها قطاع صناعة النفط موجة متصاعدة من ضغوط المساهمين والإكراهات من نشطاء البيئة. ومن الممكن أن تصبح هذه المرحلة الجديدة محفزًا يسرع التحول الذي بدأت صناعة النفط تخوضه. سيظل النفط – رغم هذه التطورات – محوريًا في مزيج الطاقة لعقود قادمة، غير أنه سيفرض على شركات النفط التكيف مع مستقبل بمعالم غير واضحة تجعل تطوير مشاريع النفط والغاز أمرًا محفوفا بهامشِ مخاطر عالٍ يتطلب تحقيق معدلات عائد أعلى على الاستثمار. كما سيتعين على تلك الشركات تنويع مشاريعها ومواصلة التحول نحو نموذج أعمال متكامل يستوعب التغيرات الناجمة عن التحول في مجال الطاقة وتطور التقنيات المتجددة والجديدة.