وصف الكتاب:
رموشكِ أشبه ما تكون بأسياف، وشعركِ أشبه ما يكون بسواد لَيالِيَّ التي يطول هجرك لي فيها، واِبتسامتكِ أشبه ما تكون بإعادة حياة في ميتٍ ونفخِ روح في جثة هامدة. إن الحب لا يرحم يا عاتك، الحب لا يراعي أوضاع المحبين، ولا ينظرُ إلى أحوالهم، ولا يلتفتُ إلى ظروفهم. لم يكن باِختياري أن أحبك؛ لقد كان كل شيء محضَ صدفة، وكذلك هي الصدفُ تخيط لنا أثواب الأسى أكفانا في الدنيا قبل أن نُغَيَّبَ تحت التراب. لقد كنتُ ضحية حرب لم أكن أحدَ أطرافها، لم أكن آبهُ للاِنتصار أو للهزيمة فهما لا يعنيان لي شيئا، كنتُ ضحيةَ حربِ نَفسَيْن؛ نفسٍ تحببك إليَّ بما فيك من عيوب، ونفسٍ تُرغِّبكِ إليَّ بما فيك من فضائل. نحن نتشابه جدا؛ كلانا في درب الطب وحبه، وكلانا في درب الكتابة والأدب، ولكلينا كبرياءٌ يهدُّ الجبال؛ فكلانا يكره البداءةَ بالكلام؛ لكنني أجدُنِي مهزوما أمام شوقِ سماع نبرة صوتك التي أكاد أجزم أني أسمعها خلف لوحة مفاتيح هاتفك؛ فأكونُ البادئ بالكلام معترفا لك بهزيمتي. بيْدَ أننا لسنا متشابهين إلى تلك الدرجة التي تسمح بذوبان كِلينا في بعضنا البعض، وبتمازُج روحينا إلى حد التماثل، حينما أسافر إليك أسافر إلى نفسي، وحينما أظفر بك أظفر بنفسي.. فأنا لا أحب أن تكوني متاحة للجميع، أنا فيك أناني؛ أريدك لي وحدي، وهذا لا يناسبك. ربما لم يكن شعوري تجاهك حبا حقيقيا... ولكنه كان أشبه بحنينٍ شديد في قلب غريبٍ اِشتاق إلى وطنه.. إلى بلده الذي يؤويه..