وصف الكتاب:
جاء في الكتاب أن السياحة الثقافية تعتبر منجما لخلق الثروات، حيث تمثل 40٪ من السياحة العالمية، حسب تقرير لجنة السياحة ”أثر الثقافة على السياحة” لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ”OCDE” لسنة 2009. كما تعتبر المهرجانات والفعاليات الثقافية، من أهم منتجات السياحة الثقافية التي تعمل على جذب السياح، سواء المحليين أو الأجانب، من خلال طابعها الموسمي المتكرر الذي يعمل على تعزيز جاذبية الوجهة السياحية، باعتبارها تقدم عرض سياحي متميز، وتشكل ميزة تنافسية بالنسبة للبلد المضيف. حاء أيضا في الكتاب، أنه في وقت تزداد شدة المنافسة السياحية، ويعتمد استقطاب السياح على تنويع العرض السياحي، كان لابد للجزائر أن تستغل الإمكانيات والمواقع السياحية العديدة، وتعتمد على الغنى الثقافي والتنوع التاريخي والحضاري، الذي يمكن أن يمنح للمنتج السياحي الجزائري ميزات تفضيلية، مقارنة بالعديد من المقاصد السياحية العالمية والإقليمية الأخرى، وبالخصوص في الوجهة المغاربية، وتفتك حصتها من السوق المتوسطية التي تستقطب حوالي 40٪ من حركة وتنقلات السياح في العالم، والتي تعتبر أهم وجهة سياحية في العالم، حسب تقرير المنظمة العالمية للسياحة لسنة 2016. كتبت الدكتورة عقيلة قرارية، أنه على مستوى الجزائر، تم تبني المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية في نهاية سنة 2007، كخارطة طريق للنهوض بقطاع السياحة في الجزائر، إلا أن نتائج هذه الاستراتيجية لم ترتق للمستوى المطلوب، وتابعت ”رغم أنه ساهم في إحصاء شامل لمختلف الأعياد والتظاهرات المحلية عبر 48 ولاية، قصد إدماجها ضمن استراتيجية تنمية القطاع السياحي، إلا أنها تبقى بعيدة كل البعد عن النتائج الإيجابية المحققة من السياحة الثقافية على المستوى الدولي، بسبب انعدام التنسيق واختلاف الأهداف بين أعوان القطاع السياحي والثقافي”. كما أشارت إلى أن قطاع السياحة، كونه أصبح من الرهانات الأساسية للجزائر، كان لابد من البحث عن منتجات أخرى تمنح الوجهة الجزائرية ميزتها التنافسية، وتقلل من ارتباط السياحة بالساحل التي لا تمنحها ميزة عن معظم الدول السياحية الأخرى، لذلك ركزت من خلال هذا الكتاب، على الثقافة كأحد العناصر الترويجية للسياحة، خاصة من خلال التظاهرات الثقافية التي تعمل على تعزيز جاذبية الوجهات السياحية وترقية الفكر السياحي، علما أن الجزائر كانت مسرحا لتظاهرات ثقافية عديدة في السنوات الأخيرة، أهمها ـ عاصمة الثقافة العربية 2006، المهرجان الإفريقي الثاني 2009، تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، قسنطينة عاصمة الثقافة العربية... على غرار مهرجانات جميلة وتيمقاد ومختلف الفعاليات المقامة على أرض الوطن، دون أن ننسى تنوع الطبخ التقليدي، والأزياء التقليدية التي تعتبر تراثا غير مادي.