وصف الكتاب:
يمكن القول بأن تاريخ العرب الحديث، منذ عصر النهضة حتى الآن، هو تاريخ تعاقب يتفاوت في بطئه وسرعته بين الأمل واليأس، وأن ما كانت الأجيال السابقة تظنه "مهرجانها الأخير"، أو "هاويتها النهائية"، لم يكن سوى محطة من محطات تاريخ سيظل يواصل تحركه وتعاقبه وتأرجحه دون توقف. وإذا كانت السنوات المنصرمة منذ العام 2011، عام الربيع العربي وما تلاه من تدهور، قد غيّرت شيئاً، فإنها ينبغي أن تكون قد نزعت السحر الخلاب والمقدس الذي أحاط بكثير من "الأفكار الكبرى": النهضة والوحدة القومية والثورة والتحول الديمقراطي. الأمر الذي يمكن أن يمهّد الطريق أمام أجيال جديدة ستكون قادرة على التساؤل بجرأة وجدية عن مدى واقعية كل تلك الآمال العربية الكبرى، ومدى قابليتها للتحقق دفعة واحدة وإلى الأبد، دون أن ينال ذلك من فضيلة التفكير بأعين وعقول مفتوحة على الأمل في مستقبل أفضل.