وصف الكتاب:
تعدُّ ترجمة الشّعر إحدى أنواع التّرجمة الأدبيّة وأكثرها صعوبةً علي الإطلاق؛ ولذلك فقد أثارت ترجمة الشعر الكثير من الخلافات. وتتمثّل هذه الخلافات في أنّ الكثير من الباحثين في مجال ترجمة الشّعر يشيرون إلى صعوبة ترجمة الشّعر من الإنجليزيّة إلى العربيّة أو العكس، أو أنّ الشّعر غيرُ قابلٍ للتّرجمة. وتكمن صعوبات التّرجمة فيما يتميّز به الشّعر على صعيد المفردات ومدلولاتها، والتّراكيب، وكذلك الجوانب الجماليّة للشّعر، والموسيقى، والإيقاع. تتناول الدّراسة الحالية أهمّ الاستراتيجيّات المستخدمة في ترجمة الشّعر، وكيفيّة استخدام تلك الاستراتيجيّات من قِبَلِ المترجم لنقل المعنى من النّصّ المراد ترجمته إلى الّلغة المستهدفة، وإلى أي مدًى يقوم المترجم بنقل الصّور الجماليّة والوزن الشّعريّ أثناء عمليّة التّرجمة. وتحاول هذه الدّراسة أنْ تلقي الضّوء على بعض الاستراتيجيّات التي تُسْهمُ في دراسة الشّعر بشكلٍ جيدٍ، وعلى أهمّ التّعديلات التي تطرأ على النّصّ المصدر حتى يتمكّن المترجم من نقل النّصّ الشّعري من الّلغة الإنجليزيّة إلى الّلغة العربيّة مع المحافظة علي الجوانب الّلغويّة، والأسلوبيّة، والدّلالية، والجانب الجماليّ الذي يتميّز به الشّعر. كما توضح هذه الدّراسة أنّ الصّعوبة الحقيقة في ترجمة الشّعر تكمن في طبيعته، وتميّز تركيبته من قافية، وإيقاع، ووزن، وكذلك العبارات والتّراكيب الخاصّة التي يجب أنْ تنعكس في التّرجمة بشكلٍ أو بآخر. كما تتمثّل الصّعوبة الأكبر في ترجمة الشّعر-إضافةً إلى كلّ ما سبق- في كيفيّةِ نقلِ الصّورِ الجماليّةِ، والوزنِ الشّعريِّ(imagery and rhythm)، وهذا لا يتحقّق من خلال اختيار الكلمات أو انتقاء العبارات المجازيّة فقط كما هو في النّثر مثلاً، بل يتحقّق بخلق الوزن، والإيقاع، والقافية، بالإضافةِ إلى عبارات وتراكيب خاصّة، وذلك باستخدام بعض الاستراتيجيّات الخاصّة بترجمة الشّعر، وقد اخترنا منها الاستراتيجيّات السّبعة التي اقترحها "لوفيفر" لترجمة الشّعر، وكذلك نظريته الخاصّة بترجمة الشّعر.