وصف الكتاب:
أبحر الكاتب خلالها فى رحلة نحو عالم اللامرئى ليقتحم منطقة عصية على الاقتحام؛ فقد أتاحت له مهنته كطبيب نفسى بلوغ مناطق من النفس ربما ما كان ليبلغها غيره، ليرسم بريشته تفاصيل دقيقة لما يمكن أن يدور بعيدًا داخل النفس الإنسانية من تناقضات وصراع، وهكذا تجول فى دائرة الشعور، تارةً يصافح الخوف وتارةً يشحذ التمرد، تارةً يتربص بالخسارة وتارةً أخرى يشكك بالأمل، لكنه دائمًا يستدعى الخلاص ويشتهى الجميل من الأمنيات ليطلّ عبر سطوره بفلسفة خاصة تشى بحكمة التجربة، والبصيرة النافذة التى تدرك أبعد ما تراه العين، وكما اعتمد أسلوبًا مغايرًا فى السرد، اتسمت أفكاره أيضًا بالجموح والخروج عن المألوف حتى إنه استدعى الخيال ومزجه بالواقع فى بناء محكم فأقام مدينة للطيبة وأخرى للسعادة، شيّد متجرًا للأشباح، أضرب القمر فى مدنه عن العمل وتحدثت الصنارة للسمكة، اقترب من الحلقة الأضعف فى السلسلة، من أولئك المهمشين الذين لا يزنون سوى الفراغ وكالهم بمكياله الخاص وهكذا استطاع أن ينكأ جراحات الواقع بأصابع من الفانتازيا وبحيل من الإسقاط فى بناء قصصى ممتع، محكم وشديد الاختلاف.