وصف الكتاب:
هذا الكتابُ يضعُ، لأول مرة، أجناسية جديدة محكمة للأدب القديم كلّه من خلال دراسته لأدب وادي الرافدين الديني (گالا) والدنيوي (نار)، فهو يذكر أنواع ذلك الأدب بأسمائه القديمة ومدوناته ونصوصه البِكر، ولذلك يصحّ أن يكون منهجاً عاماً لتصنيف آداب التاريخ القديم عند كلّ الشعوب التي ظهرت فيه. وهو رحيلٌ إلى الماضي، وبحثٌ عن سعاداته المختزنة في الأدب والفنّ والجسد، وهي سعادات خصيبة ما زالت حيّةً تنبضُ بالشهوات التي تدفّقت في عروق الأنهار والجبال والإنسان والحيوان والأعشاب والحجر. كان الخصبُ يعني حقناً متّصلاً للكون بمصل الإيروس والجمال، وكان هذا المصلُ يفجّر الحياة في كلّ مسرًى يمرّ به . وتكاد فصول الكتاب الخمسة تتجانس في موضوعها الأساس الذي ينشغلُ بالأدب والفنّ، والذي ينهل من قاعٍ سريّ وخفيّ هو الجنس، وترفرفُ عليه من الأعلى طيور الأساطير. يقدّم لنا هذا الثالوث (أدب، جنس، أسطورة) قوة هائلةً قادرة على اختراق التاريخ الكرونولوجيّ والمرور من خلال تبدّلات الأحداث ونهضة الأمم والحضارات وسقوطها.