وصف الكتاب:
ومن ثم نرى العرب قبل ميلاد النبى(ص) يعيشون حياة الجهل والجهالة فى بيئة عابثة فاسدة لا غاية لها ولا هدف من ورائها إلا إرضاء الشهوات وإباحة المنكرات والفواحش وعبدوا الأصنام والأحجار من دون الله عز وجل وأول من أدخـــــلها هو : ( عمرو بن لُحى) وكان يرأس قبيلة خزاعة وهى قبيلة عربية وكان ذلك الرجل متصفا بحبه للخير والحرص على أمور الدين فأحبه الناس وظنوه من أكابر العلماء وأفاضل الأولياء. فأثناء أحد سفرياته إلى بلاد الشام وجدهم يعبدون الأصنام فرغب فى ذلك ظنا منه أن الشام محل الرسل والأنبياء والكتب فجاء معه بصنم إسمه ( هبل) ووضعه فى جوف الكعبة داعيا أهل مكة للشرك فوافقوه ظنا منهم بأن ذلك الصنم وعبادتهم إياه لا تغير من دين إبراهيم عليه السلام الذى أدان به البعض منهم شيئا، فأمسى (عمرو بن لحى) أول من بدل دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وقرينة ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" رأيت عمرو بن لُحى يجر قصبه) (فى النار أنه أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحام..") (؛ فقلده الكثيرون من أهل مكة وبثت الأصنام فى ربوع الجزيرة العربية وعُبدت من دون الله عز وجل فقد ضحك عليهم الشيطان وقال فيهم القرآن:" ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون". ) (وغدوا من ضلالهم وكفرهم تنصيب الأصنام في بيوتهم ومنهم من يأخذهم معه في سفره يتبرك بهم، فروى البخارى في صحيحه عن أبى رجاء قال:" كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثوه من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبنا عليه ثم طفنا به".