وصف الكتاب:
يحب الأطفال اللعب في الحفرة الكبيرة الواقعة خلف صالة مردستهم الرياضية، بل ويرونها أكثر متعة من كل الألعاب الموجودة في المدرسة، فالحفرة المليئة بالمنحدرات والأعشاب وبقايا جذور الأشجار والصخور والصلصال الأصفر، تمنحهم الحرية والمساحة الأكبر للحركة والقفز والتشقلب والتسلّق والتزحلق وابتداع ألعابهم الخاصة وتخيل أجواء لعب مرحة ومسلية كلعبة الدبة الأم، ولعبة الإنقاذ، ومنجم النار، والدكان، وتشييد حلبات السباق وغيرها الكثير. وكم يستغرب الأطفال تخوّف الكبار من الحفرة واعتقادهم بأنها شديدة الخطورة على حياتهم، وكم تزداد دهشتهم حين يكتشفون أن جميع الحوادث التي تعرضوا لها كانت بسبب الأدوات والألعاب الموجودة داخل مدرستهم كسلّم التمارين الرياضيّة، والمراجيح، والمقصات، وأشرطة أحذيتهم والتي حدث وأن تعثرت بها الطفلة فيرا وجعلتها تخر على وجهها وتُدمي أنفها!! وهكذا لا يفهم الأطفال إصرار الكبار على منعهم من اللعب بالحفرة الممتعة والآمنة جدًا وإجبارهم على اللعب بأدوات المدرسة رغم سخافتها وخطورتها الحقيقية! حتى يقرر الكبار ردم الحفرة في عطلة نهاية الأسبوع، فيتفاجأ الأطفال عند عودتهم إلى المدرسة باختفاء الحفرة تمامًا واستحالة مكانها إلى أرض مستوية صلبة وملساء. لكنهم سرعان ما يبصرون كومة من الرمال والحصى والحجارة وجذور الأشجار والأعشاب والشجيرات متراكمة على شكل جبل في الحقل القريب من المدرسة فيركضون نحو تلك الأكمة ويلعبوا فوقها بفرح ومتعة أكثر من قبل كل مافي هذه القصة متناسق مع رسالتها، سردها الانسيابي، براءة الراوي وتساؤلاته المدهشة، الرسم الطفولي الذي يوحي بعشوائية الحياة وبساطتها. كل هذا يجعلني متأكدة بأن هذه القصة ليست فقط عن طفولتنا المنسية، أو عن الطريقة التي تتغير بها نظرتنا للأشياء حين نكبر. هذه القصة، في رأيي، وقبل كل شيء، عن "أمنا الطبيعة"،، عن الطبيعة التي تبقى تحبنا رغم عقوقنا البليد، والتي لا تزال تمنحنا المتعة والحب والأمان بطيبتها وسخائها وبساطتها العظيمة. هذه قصة عظيمة عظيمة