وصف الكتاب:
يتجلّى في سرد نوسترومو جانبٌ من فلسفة جوزيف كونراد، حيث يدخل المعنى التاريخي في صلب عملية بناء الرواية ذاتها. وما يشير إليه كونراد هو أنّ التاريخ يصنعه كلُّ شخصٍ ذي وجهة نظر، سواء أأفصح عنها أم أبقاها طيّ الكتمان. فكلُّ وجهة نظر تعكس رأياً، وكلّ رأيٍ ينطوي على فعل أو امتناع عن الفعل. من خلال التقريب بين وجهات نظرٍ مختلفة تتخذ هيئة ساردين ورواة، ومن خلال إفساح المجال أمام كلّ ساردٍ كي يساهم في “صنع” الرواية، إذا جاز القول، ينقل كونراد تلك السلسلة المشوشة المضطربة من الأحداث التي ندعوها بالتاريخ. والتاريخ هو ما نفعله بوصفنا أفراداً أو أمماً، ولذلك تكون ثمة أهمية لكلّ تفصيل وكلّ شخصية في سلسلة الأحداث. لقد خلق كونراد في نوسترومو -بتمرير مادته في موشورات سلسلةٍ من الرواة وترتيبها في سياقاتٍ زمنية مختلفة- عالماً هو في حالة من التدفق المتواصل؛ وضمن لنفسه مجموعة من القصص التي يفوق أثرها الإجمالي على الدوام ما لمجموع السرديات الفردية من الأثر. فريدريك ر. كارل ومارفن ماجالانير، دليل القارئ إلى أعظم الراويات الإنكليزية في القرن العشرين .