وصف الكتاب:
يسر إدارة شركة الوراق للنشر بالاتفاق مع جامعة بنسلفانيا ان تقدم هذا العمل المهم للقارئ العربي - كان من المؤمل ان ينشر هذا الكتاب قبل سنوات ولكن تاخر الى ان تولى العمل به المترجم الكفوء الباحث الدكتور أنيس عبد الخالق محمود الذي ترجم الكتاب بحرفية عالية ومقدرة متميزة ، فالشكر له على جهوده والى الدكتور أسامة عدنان يحيى على المراجعة التاريخية . تقديم بقلم د أنيس عبد الخالق محمود لَا تَزَالُ الدراسات التوراتيَّة تَحْظَى باهتمامٍ خاصٍّ بَيْن المثقَّفين والقرَّاء بصورةٍ عامَّةٍ، والباحثين والمؤرِّخين بصورةٍ خاصَّة، وَلَا سيَّما إذَا اِرْتبَطْت بِأَصْل التَّوْرَاة وجذورها. ويمثِّل الْكِتَابُ الْحَالِيُّ الجَّزيرة العربيَّة وَالتّوْرَاة لمؤلِّفه البروفسور الأميركيِّ جِيمس أَلِن مونتغمري إحدى تِلْكَ الدراسات الرائدة فِي هَذَا الْمَجَال التي تمثِّل أوَّل محاولةٍ علميَّةٍ جادَّة لِرَبْط أُصُول التَّوْرَاة وَشِعْب بَنِي إسْرَائِيلَ بِالْجَزِيرَة العربيَّة. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُضِيِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِيَةِ عُقُودٍ وَنِصْف الْعَقْدِ عَلَى صُدُورِ الْكِتَاب، إلَّا أنَّ الْحَاجَةِ إلَى تَرْجَمَتِه وَمَعْرِفَةِ مَا وَرَدَ فِيهِ لَا تَزَالُ قائمةً، ولاسيَّما فِي ظلِّ تَزَايُد النِّقاش بِشَأْنِ الدراساتِ الْأَخِيرَةِ الَّتِي نَسِبَت التوراةَ إلَى الْجَزِيرَة العربيَّة وَاعْتِقَاد الْكَثِيرِ مِنْ الْبَاحِثِين أنَّها صَاحِبِةَ السَّبقِ فِي رَبْط أُصُولِ التَّوْرَاة وَبَنِي إسْرَائِيلَ بِالْجَزِيرَة العربيَّة، وَأَعْنِي بِذَلِك دراسَتَيْ كَمَال صَلِيبِي التَّوْرَاة جَاءَتْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ (1987م)، ومحمَّد مَنْصُور الحَدِيثَة جدًّا التَّوْرَاة الحجازيَّة: تَارِيخ الْجَزِيرَة الْمَكْنُوز (2020م). وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّ الدراستين الْأَخِيرَتَيْن تناولتا الْمَوْضُوعِ مِنْ زَوَايَا مختلفةٍ، إلَّا أنَّ أهميَّة هَذَا الْكِتَابِ تَكْمُن فِي كَوْنِ مؤلِّفه أوَّل مِن سلَّط الضَّوْءُ عَلَى هَذَا الْمَوْضُوعُ فِي وقتٍ كَانَت مُعْظَم الدراساتِ التوراتيَّةِ تعزو أَصْل التَّوْرَاة إلَى مِصْر أَو بابل . فَالْكِتَاب الْحَالِيُّ دعوةٌ لِلنَّظَرِ إلَى منطقةٍ حضاريَّةٍ أُخْرَى يَرَى المؤلِّف أنَّ التَّوْرَاة اِنْبَثَقَت مِنْهَا، إنَّها الْجَزِيرَة العربيَّة وَالجَنُوب الْعَرَبِيّ. يمثِّل الْكِتَاب الْحَالِيّ محاولةً جديدةً فِي حِينِهِ لِلنَّظَرِ فِي أَصْلِ التَّوْرَاة لَا استنادًا إلَى نصوصها فَحَسْب، بَلْ إلَى الأدلَّة وَالنُّصُوص الأثريَّة الْمُعَاصِرَة لَهَا كَذَلِكَ؛ وَهِي محاولةٌ عسيرةٌ تتبَّع فِيهَا المؤلِّف أدلَّته على وُفْقِ مَنْهَجٍ علميٍّ رَصِينٍ مَبْنِيٍّ عَلَى اسْتِقْرَاءٍ دَقِيقٍ لِنُصُوصِ التَّوْرَاة وَالْأَدِلَّةِ الأَثَرِيَّةِ الْمُرْتَبِطَة بِهَا. وَلَعَلَّ لنشأته وَدِرَاسَتِه الأكَادِيمِيَّة أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي ذَلِكَ. تَقُوم الفِكْرَة الأسَاسِيَّة لِلْكِتَاب الْحَالِيِّ عَلَى دُور الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ فِي ثَقَافَةِ إسْرَائِيلَ وفكرها الدِّينِيِّ؛ وَهِي الْمُهِمَّةُ الَّتِي جَمَعَ الْمُؤَلِّف أَدِلَّتَه لِأَجْل تَوْضِيحِها لَا مِنْ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ فَحَسبْ، بَلْ مِنْ مَصَادِرَ أثَرِيَّةٍ أُخْرَى كذلك، ليُظهر قُوَّة الِارْتِبَاط بَيْن فِلَسْطِين وحضارةِ الصَّحْرَاءِ فِي الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ حَتَّى الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، وَيُؤَكِّد أَنَّ الْفَهْمَ الشَّامِلَ لِلْعَقْلِ الْعِبْرِيِّ أَمَر مُسْتَحِيلٌ مَا لَمْ يَتِمَّ التَّعَرُّف عَلَى ثَّقَافَة الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ الْمُتَنَوِّعَة الَّتِي تُرِكَتْ أثرًا عميقًا فِيهَا. وَيَنْقَسِم الْكِتَابِ عَلَى تَمْهِيدٍ وَثَمَانِيَة فُصُولٍ وفهارس وَقَائِمَةٍ بالإشارات إلَى الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ. أَشَار الْفَصْلُ الْأَوَّلُ إلَى ضَرُورَةِ النَّظَرِ فِي تأثيرِ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ فِي أَيِّ نَقاشٍ عَن فِلَسْطِين أَوْ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسِ، وَشدَّد على الطَّابَع الْعَرَبِيِّ الْوَاضِحِ فِي الثَّقَافَةِ العِبْرِيَّة وَاِنْبِثاق الْعَهْد الْقَدِيمِ مِنْ بَيئة الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ؛ فتحدَّث عن عَدْنٍ والصراع بَيْن قَابِيلَ وَهَابِيلَ وَأُصُول الْحَيَاة الْبَدَوِيَّة وَالشَّيْخ إبْرَاهَام (إبراهيم) ومشاهد الصَّحْرَاء والقوافل وَحَيَاة البَدْو الرُّحَّل. وَنَاقَش الْفَصْلُ الثَّانِي مَوْضُوع "الجَّزيرة الْعَرَبِيَّة وَالْعَرَب فِي التوراة"، وَاسْتَهَلَّ الْحَدِيث بِالتَّحْقِيق فِي ذِكر هَذِه الْمُفْرَدَات لَدَى أَنْبِيَاء إسْرَائِيل. وَتَنَاوَل الْفَصْلُ الثَّالِثُ العَلاقةَ بَيْن "العبرانيين وَأَبْنَاء عمومتهم العرب"، وتحدَّث عَنْ أَسْمَاءَ الْأَفْرَاد وَالْقَبَائِل الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي تَظْهَرُ فِي أَنْسَابِ سَام فِي الإصْحاح الْعَاشِرِ مِنْ سَفَرٍ التَّكْوينِ، وَقالَ إنَّ "أوفير تَقَعُ فِي جَمِيعِ مَنَاطِق الْمُحِيط الْهِنْدِيِّ، وَحَتَّى جَنُوب إِفْريقْيا وَمِنْطَقَة الْهِنْد. لكِنَّنَا لَسْنَا بِحَاجَة لمغادرة الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ لِلْبَحْثِ عَنْ ذَهَبٍ أوفير". أمَّا الْفَصْلُ الرَّابِعُ فَجَمَع جَمِيع الْإِشَارَات الْقَدِيمَة عَن الجَّزيرة العربيَّة وآشور وبَابِل وَمِصْر واليونان خَارِج الكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، مِثْل النُّصُوص المسماريَّة والبابليَّة والإخمينيَّة وَغَيْرِهَا مِنْ تِلْكَ الَّتِي عَثَر عَلَيْهَا منقِّبو الْآثَار. وَدَرَس الْفَصْلُ الْخَامِسُ جُغْرافِيا الصحراء العربيَّة الطَّبِيعِيَّة والسياسية، مؤكِّدًا أَنَّ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ، بدلًا مِنْ كَوْنِهَا نفاياتٍ صَحْرَاوِيَّةً يَسْكُنُهَا شَبَّهُ متوحشين، كَانَتْ عَلَى الدَّوَامِ مركزًا لِحَيَاةٍ قويَّةٍ وفرديَّةٍ ومركزًا لثَقَافَةٍ طوَّرها عِرقٌ فَخُورٌ وَقَادِرٌ عَلَى الْمُنَافَسَة. أمَّا الْفَصْلُ السَّادِسُ فَتَنَاوَل الحَضَارَة الرَّائِعَةَ الَّتِي اِزْدَهَرَت مُنْذُ بِدَايَةِ الْأَلْف الأوَّل قَبْلَ المِيلاَدِ فِي الْيَمَنِ أَوْ جَنُوب غَربِ الْجَزِيرَة العربيَّة. وَتَنَاوَل الْفَصْلِ السَّابِعِ العَلاَقَات بَيْن جَنُوب الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ وَالْكِتَاب الْمَقْدِس، والتِي دُرست مِنْ خِلَالِ الْأَسْمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ الْجَنُوبِيَّةِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الدِّينِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ الْجَنُوبِيَّةِ، وَالْمُرَاسَلَات اللُّغَوِيَّة الْعَدِيدَة. وأخيرًا، تَّم تَلْخِيصُ النَّتَائج الرَّئيسَة للدِّرَاسَةِ فِي الْفَصْلِ الثَّامِنِ، وَهُوَ الْفَصْلُ الْأَخِيرِ قدَّم الْكِتَاب برمَّته صُورَةً مُتَكَامِلَةً مُدْهِشَةً عَن دَور الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ فِي تَارِيخِ وتطوُّر جِيرَانِهَا، ولاسيَّما الْعِبْرَانِيِّين، وَنَاقَش التغيُّرات المناخيَّة الَّتِي لعلَّها كَانَت السَّبَبَ فِي زِيَادَةِ الْجَفَافِ فِي الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ وَمَا نَتَجَ عَنْهُ مِنْ اِنْهِيَارٍ حَضارِيٍّ، مؤكِّدًا أنَّ زِيَادَة الْجَدْب فِيهَا لَمْ يَكُنْ بِسَبَب شُحِّ الْمِيَاه، بَل لأنَّ الحضارات الْقَدِيمَة الَّتِي عرفَتْ كَيْفِيَّة الاِسْتِفادَةِ مِنْ إمدادات الْمِيَاهِ إلَى أَقْصَى حَدٍّ، تَدَهْوَرَت لِأَسْبَابٍ اِجْتِمَاعِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ، َعِنْدَمَا فَقدَت السَّيْطَرَةَ عَلَى الْمِيَاهِ. وبالتالي لَمْ يَكُنْ الْجَفَافُ سببًا، بَل نَتِيجَةً لانهيارِ الحضارات. وَمَع ظُهُور العَدِيدِ مِنَ الْمُؤْلِفَاتِ عَن إسهامات مِصْر وبابل فِي إسْرَائِيل، فحريٌّ أَن نَتَذَكَّر دَور الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ الْهَام فِي تُرَاث التَّوْرَاة وَالْكِتَاب المقدَّس. أخيرًا، كَانَ الْعَمَلُ فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الْكِتَابِ شاقًّا مضنيًا نظرًا لطبيعة أُسْلُوب المؤلِّف الَّذِي أعدَّ الْكِتَابِ فِي الْأَسَاسِ عَلَى شَكْلِ محاضراتٍ، ولكنِّي أَمَّلَ فِي أنْ أَكُونَ قَدِ وُفِّقت بِقَدْر الْمُسْتَطَاع فِي مهمَّتي. وَلَا يَفُوتَنِي أَن أتقدَّم بِالشُّكْر وَالْعِرْفَان هُنَا إلَى أَخِي وَصَدِيقِي الدكتور أُسَامَة عَدْنَان يَحْيَى فِي كليَّة الْآدَاب، الْجَامِعَة المُسْتَنْصِرِيَّة، الَّذِي تفضَّل بِمُرَاجَعَة الْكِتَاب وإغنائه بالتعليقات. وأقدِّم خَالِصَ تَقْدِيرِي للناشر المتميِّز الْأُسْتَاذ مَاجِد شُبَّر فِي إبْدَاءِ ملاحظاته وَآرائِه السَّدِيدَة خِلَال مَرَاحِل التَّرْجَمَة. عن المؤلف بقلم د أنيس عبد الخالق محمود وُلَد المؤلِّف جِيمس الْآن مونتغمري فِي بَلَدِيَّة جيرمنتاون بِوِلَايَة فِيلادِلْفِيا فِي 13 حُزَيْرَان (يونيو) 1866م، وَالْتَحَق بأكاديميَّة الأَسْقُفِية قَبْلَ أَنْ يَلْتَحِقَ بِجَامِعَة بِنْسِلْفانِيا فِي خَرِيفِ 1883م. وَخِلَال دِرَاسَتِه الجَامِعِيَّة (1883-1886م) حَصَلَ عَلَى عَدَدٍ مِنْ الْجَوَائِز لأبحاثه وإنجازاته الأكَادِيمِيَّة، بِمَا فِيهَا جَوَائِز عَن النَّثْر الْيُونَانِيِّ وَاللُّغَة الإنكليزية، فَضْلًا عَنْ حُصُولِهِ عَلَى مَرْتَبَةِ الشَّرَف الْأُولَى أو الثَّانِيَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَذْكُر الْكِتَاب السنويُّ لِسَنَة 1887م أَنَّهُ كَانَ عضوًا فِي عَدَدٍ مِن اللِّجانِ الصفيَّةِ وَالنَّدْوَاتِ الْفَلْسَفِيَّةِ وَأَخَوَيْةِ "زيتا بسي" (Zeta Psi fraternity)، إلى جَانِبِ كَوْنِهِ أَحَدَ الْمُحَرِّرِين الْأَوَائِل لِصَحِيفَة ذِه بنسيلفانيان (The Pennsylvanian) الَّتِي أَصْبَحَتْ فِيمَا بَعْد دَيْلِي بِنسِلفانِيا (Daily Pennsylvanian). وَبَعْد تُخْرِجِهِ فِي جَامِعِةِ بِنْسِلْفانِيا، عَمِل مونتغمري لِمُدَّةِ سَنَتَيْن معلِّمًا للُّغَةِ العِبْرِيَّةِ فِي الجَامِعَةِ وَكَان يُوَاصِل دِرَاسَتَهُ فِي مَدْرَسَة فِيلادِلْفِيا الْإِلَهِيَّة. وَبَعْدَ مُدَّةٍ وَجِيزَةٍ مَنْ تُخْرِجِهِ فِي مَدْرَسَةِ فِيلادِلْفِيا الْإِلَهِيَّةِ فِي 1890م، عُيِّن شمَّاسًا فِي الْكَنِيسَةِ الأَسْقُفِية البروتستانتيَّة. وَبَعْدَهَا وَاصَلَ دِرَاسَتَهُ فِي جامعتَيْ غريسفالد وبرلين بألمانيا. وَحِينَمَا عَادَ إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة فِي 1893م، رُسِّم كاهنًا فِي الْكَنِيسَةِ الأَسْقُفِية البروتستانتيِّة. وخِلَال حَيَاتِه المهنيَّة، قَاد الْخِدْمَات فِي الْكَنَائِسِ فِي سنتر سِتِي وجيرمنتاون، وَعَمِل مساعدًا لِكَنِيسَةِ القُرْبَانِ الْمُقَدَّسِ فِي مَدِينَةِ نِيُويُورْك، وَأَسَّس كَنِيسَة سان بَول فِي غَرْب فِيلادِلْفِيا. أَمَّا فِي الْمَيْدَان الأكاديميِّ، فَقَد بَرَز اسمُ مونتغمري أَكْثَر مِنْ خِلَالِ عَمَلِهِ مَعَ الْكَنِيسَة الأَسْقُفِية. فَفِي سنة 1899م، عُيِّن مدرِّسًا للعِبْرِيَّة وَالْعَهْد الْقَدِيمِ فِي جامعته الْأُمّ، مَدْرَسَة فِيلادِلْفِيا اللَّاهُوتِيَّة الَّتِي ظَلَّ يدرِّس فِيهَا حَتَّى سنة 1935م حَصَل خِلَالِهَا عَلَى مَرْتَبَةِ الْأُسْتَاذِيَّة. وَبَعْدَ مُدَّةٍ وَجِيزَةٍ عَادَ إلَى بِنْسِلْفانِيا لإكْمَال دِرَاسَتِه الْعُلْيَا؛ فَحَصَلَ عَلَى الدُّكْتوراه فِي 1904م، والدكتوراه الفخريَّة فِي اللَّاهُوتِ الْمَقْدِسِ فِي 1908م من جامِعة فِيلادِلْفِيا. وَفِي السُّنَّةِ التَّالِيَةِ عُيِّن محاضرًا فِي الدراسات الْعُلْيَا فِي جَامِعِهِ بِنْسِلْفانِيا، وَبَعْد سنةٍ عُيِّن أستاذًا مساعدًا فِي العِبْرِيَّةِ والآراميَّة. وَفِي 1914م، رُقِّي إلَى مَرْتَبَةِ أُسْتَاذ اللُّغَة العِبْرِيَّة والآراميَّة، وَهُو الْمَنْصِبُ الَّذِي ظِلَّ يَشْغَلُه حَتَّى تَمَّ تَعْيِينُهُ أستاذًا فخريًّا للعبريَّة والآراميَّة فِي 1938م. وَخِلَال مَسِيرَتَه الأكَادِيمِيَّة الطَّوِيلَة، بَرَز اسْمُهُ فِي مَجَالِ الدراسات الساميِّةِ والدراساتِ الشَّرْقِيَّة، وَهُوَ مَا تُثبتُه عُضْوِيَّتَهُ فِي الْكَثِيرِ مِنْ الجمعيَّات العِلمِيَّة العَالَمِيَّة، مِثْل جَمْعِيَّة الأدَب وَالتَّفسِير التوراتيِّ، وَالْجَمْعِيَّة الشَّرْقِيَّة الأَميركِيَّة، وجمعيَّة اللُّغَة الألمانيَّة وَغَيْرِهَا، إلَى جَانِبِ رِئاسَتِه الْجَمْعِيَّةَ الشَّرْقِيَّةَ الأَميركِيَّة (1926- 1927م)، وَتَحْرِير مجلَّتها (1916-1921/ 1924م)، ورِئَاسَتَه جَمْعِيَّةِ الأدَب والتَّفسِير التوراتيِّ (1918م) وَتَحرِير مجلَّتها خِلَال السَّنَوَات (1910-1911م/ 1913-1914م). وإلى جَانِبِ ذَلِكَ، كَان عضوًا فِي عَدَدٍ مِن المُؤَسَّسَاتِ الأكَادِيمِيَّة خارِج جامعته؛ فَقَد طُلب مِنهُ أنْ يَكُونَ رئيسًا للمدارس الأميركيَّة للبُحُوث الشَّرْقِيَّة، وَهُو المَنصِبُ الذي شَغله خِلَال السَّنَوَات (1921-1934م). وَفِي سنةِ 1928م، حَصَلَ علَى الدُّكْتوراه الفخريَّة فِي اللَّاهُوتِ مِن المَدرَسَةِ اللَّاهُوتِيَّة الأَسْقُفِية فِي كامبريدج، ماساتشوستس. وَفِي سنةِ 1939م، كرَّمته جَامِعَة برينستون بِمِنْحَهِ شَهَادَة دُكتوراه فخريَّة فِي الْآدَابِ. وَفِي سنةِ 1945م حَصَلَ على شَهَادَةِ دكتوراه فخريَّة أيضًا مِن كُلِّيَّةِ الِاتِّحَاد العِبْرِيَّة فِي سينسيناتي بِوِلَايَة أُوهايُو. وَفِي 6 شُبَاط (فبراير) 1949م تَوَفَّى فِي مَنْزِلِهِ فِي مَسقِط رَأسِهِ فِي فِيلادِلفِيا. أَلَّف مونتغمري عَدَدًا مِنْ الكُتُبِ والبحوث والدراسات عَن المَشرقِ وَالشَّرق الْأَوْسَط ظَلَّت مَراجِعَ مُهِمَّةً لِلْعُلَمَاء والمتخصِّصين فِي حَقْلِ الدراسات التوراتيَّة لعقودٍ طَوِيلَة. وَمَنْ بَيْنَ أَهَمِّ مُؤَلَّفَاتِه فِي هَذَا المَجَال كِتَابُ تَعْلِيقٌ نَقْدِيٌّ وتفسيريٌّ عَلَى كُتُبِ الْمُلُوك (A Critical and Exegetical Commentary on the Books of Kings)، والسامريون: أَوَّل طَائِفَةٍ يَهُودِيَّة: تَارِيخُهُم ولاهوتهم وأدبهم (1907م)، (The Samaritans: The Earliest Jewish Sect ; Their History , Theology and Literature)، وأَصْلُ الإِنْجِيل بِحَسَب الْقِدِّيس يوحنا (1923م)، (The Origin of the Gospel according to St. John)، ونُصُوص رَأس شمرا الأسطوريَّة (1935م) (The Ras Shamra Mythological Texts)، إلَى جَانِبِ هَذَا الْكِتَابِ والعديد مِن البُحُوث فِي الدوريَّات الأكَادِيمِيَّة. المحتويات التمهيد الفصل الأوَّل التوراةُ والجَّزيرةُ العربيَّةُ الفصل الثاني الجَّزيرةُ العربيَّةُ والعربُ في التوراة الفصل الثالث العبرانيُّون وأبناءُ عمومتهم العرب الفصل الرابع الإشاراتُ القديمةُ الأخرى في التوراةِ عن الجَّزيرةِ العربيَّة الفصل الخامس صَحْرَاء الجَّزيرةِ العربيَّة ـ أرضُ الجَّزيرةِ العربيَّة ـ مشكلةُ تغيُّر الطبيعةِ في الجَّزيرةِ العربيَّة ـ التفسُّخُ الاجتماعيُّ في الجَّزيرةِ العربيَّة الفصل السادس بلادُ العربِ السعيدة الفصل السابع الجنوبُ العربيُّ والتوراة الفصل الثامن عَلاقاتُ الجَّزيرةِ العربيَّةِ بتاريخِ فلسطينَ وحضارتها ـ الرسائلُ العربيَّةُ الأوَّلى ـ حكمةُ الجَّزيرةِ العربيَّة ـ تجارةُ إسرائيل مع الجَّزيرةِ العربيَّة ـ السَبَأيُّونَ والمعينيُّونَ في التوراة ـ الدِّينُ العبريُّ والعربي الملحق- د أسامة عدنان يحيى عرض أقل