وصف الكتاب:
تحوَّل الحوض الغربي للمتوسط تدريجيًّا منذ القرن الثالث الهجري إلى بحيرة إسلامية، وأصبحت بعض الجُزر تحت السيطرة الاسلامية، وبعضها الآخر خاضع لنفوذ المسلمين في شمالي أفريقيا والأندلس ، ففي المقالة الأولي حاولت رصد الغزوات البحرية على الساحل الغربي الأوربي، ومدى إسهام البحرية الإسلامية في هذا الوقت المبكر في حركة الفتوحات في ظل ضعف البحرية لدولة الفرنجة؛ ممَّا سهَّل على المسلمين إقامة مواني متقدمة على الساحل، والانطلاق منها علي طول الساحل الغربي حتي وصلوا إلى روما ، أمَّا المقالة الثانية فقد تناولت حركة القرصنة والقراصنة في الحوض الغربي للمتوسط، وفك حالة الالتباس بين مفهوم الجهاد البحري والقرصنة لدى الغرب الأوربي المسيحي والجانب الإسلامي، وتعقُّب حالات القرصنة في المنطقة وأثرها الاقتصادي والاجتماعي ، أمَّا المقالة الثالثة فكانت فقد تناولت فترة مبكرة من الاستيطان الإسلامي على التراب الفرنسي، وإقامة إمارة اكتنف تاريخها الغموض وظلَّت صامدة لأكثر من ثمانين عامًا، وفرضت سيطرتها علي مناطق واسعة من الجنوب الفرنسي، وأقامت حياة مستقرة في إقليم البروفانس، وتوغَّل المسلمون باتجاه الشمال، وتحكَّموا في مسارات المرور من الغرب الأوربي إلي إيطاليا؛ بفرض سلطانهم على ممرات جبال الألب، وخلَّفوا وراءهم عادات وتقاليد وإسهامات في المجالات الانتاجية المختلفة . وتهدف هذه الدراسات جميعا إلى بيان جانب مهم من جوانب تاريخ هذه الفترة التاريخية. والكتاب مفيد وجديد للقارئ المتخصص والقارئ المثقف بشكل عام.