وصف الكتاب:
تقول الروايات أن وادي تسكنه شعراء الجن منذ زمن طويل، ويقال أن من أمسى ليلة في هذا الوادي جائه شاعر أو شاعره من الجن تلقنه الشعر،وإن كل شاعر من شعراء الجاهلية كان له قرين من هذا الوادي يلقنه الشعر. يل إن أناساً خرجوا في سفر لهم وكان معهم دليل يدلهم على الطريق يدعى ابن سهم الخشب فضلَّ الدليل الطريق حتى وجد نفسه على مشارف وادي عبقر فقال لهم : قِفوا نحن على حافة وادي عبقر وأشار إلى بطن الوادي نحو كثبان رمل مقمرة وناعمة فلما أمعنوا النظر لبطن الوادي وإذ بشخص على هيئة إنسان يسوق ظليماً " ذكر النعامة" مربوطاً مُقبلاً من عمق الوادي فاستوحشوا منه وأخذت الإبل ترغي وتتراجع إلى الوراء فمر قريباً منهم وكان أطول من الناقة ورأوا ظهره عارياً وفيه نمش أخضر مثل طحالب تتشعّب على سطح ماء آسن فارتعبوا ووقفوا بعيداً عنه فتلفّ نحوهم وحدّق فيهم مدة حتى جعلت فرائصهم تنتفض ثمَّ قال للدليل: يا ابن سهم الخشب : من أشعر العرب ؟ " كان الدليل خائفاً فلم يُجب فأكمل : أشعرهم من قال: وما ذرفتْ عيناكِ إلاّ لتضربي بعينيكِ في أعشارِ قلبِ مقتـلِ فعرفوا أنّه يقصد امرؤ القيس فقال الدليل: مَنْ أنت؟ ورجع إلى الوراء حتى كاد يقع فقال : أنا لافظ بن لاحظ من كبار الجنِّ لولاي لما قال صاحبكم الشعر ومضى مقهقهاً وقف دليل القافلة مذهولاً وحدّق فيه حتى اختفى