وصف الكتاب:
تاريخ أبوظبي ليكون واضحا للعيان، كما جاء في تقديم المؤلف للكتاب، الذي أكد ضرورة هذا الرصد وحاجة المجتمع إليه، مستندا إلى مقولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: (يجب على كل واحد منا أن يتساءل ليعرف ماضيه، وكيف عاش آباؤه وأسلافه السابقون، حتى يعرف كيف يعيش ويتماشى مع ظروف الزمن على مرور السنوات وظروف الحياة الحاضرة). ويعتبر الكتاب توثيقا لتاريخ جزيرة أبوظبي وسكانها من حيث نشأتها والظروف المحيطة فيها، وتاريخ مشيختها وتعاقبهم على إمارتها، وتركيبة سكانها والأعمال التي امتهنوها، وتطورها عمرانيا واقتصاديا وثقافيا، بداية من سنة 1580 التي مر عليها التاجر البندقي جسباروا بالبي وذكر العرشان المبنية فيها، ثم استطيناها في سنة 1761م، ثم تحولها إلى عاصمة بني ياس عام 1795م، ثم بروزها كموطن قوة بين القوى السياسية على ساحل الخليج العربي في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، إلى عصر الشيخ زايد بن خليفة من سنة 1855 إلى 1909م، ثم ازدهار تجارة اللؤلؤ في عهد الشيخ حمدان بن زايد سنة 1922م، ثم التنقيب عن البترول واكتشافه في أراضي أبوظبي ثم تصديره تجاريا سنة 1963م، بالإضافة إلى توثيق الحياة العلمية إلى آخر سنة 1966م. يتناول الكتاب سيرة المكان والإنسان، ويضم الكثير من الوثائق والصور، ويعرض تفاصيل كثيرة ووقائع شهدتها أبو ظبي في تلك الفترة. ومن خلال عودة المؤلف إليها، يشير إلى ما عايشه أهلها من ظروف صعبة وخطيرة في آن واحد، صعبة من حيث المعيشة والأعمال التي مارسوها، وخطيرة من حيث تنافس القوى المحلية في السيطرة على مصادر القوة والهيمنة، مؤكدا أن جزيرة أبوظبي منذ نشأتها عام 1795م وهي تمثل تاريخا مجيدا من تاريخ شرق الجزيرة العربية حيث ضمت في أرضها قوة يحسب لها حسابها على مر العصور والأزمان. ويوضح المؤلف في كتابه أنه بالرغم من جميع الظروف الصعبة التي عايشها أهالي أبوظبي، إلا أنهم استطاعوا أن يشقوا طريقهم إلى المجد والعزة، وما ذلك إلا بإخلاص شيوخ آل نهيان لهذه الأرض الطيبة، وتفانيهم في حمايتها والدفاع عنها، والتفافهم مع أهلهم وشعبهم من أجل بناء وطنهم والسير به قدما إلى أعلى المراتب، حتى أصبحت جزيرة أبوظبي عاصمة إمارة بني ياس من أقوى العواصم في شرق الجزيرة العربية. ويستند المؤلف إلى مقولات الباحثين والمؤرخين، وما نظمه الشعراء عن أبوظبي وتاريخها، ومنهم المؤرخ العماني عبدالله بن خلفان بن قيصر عام 1640م في كتابه (سيرة الإمام ناصر بن مرشد)، والمؤرخ النجدي محمد بن بسّام المتوفى عام 1830م في كتابه (الدرر المفاخر)، وجون لوريمر في كتاب (تاريخ الخليج). إصافة إلى قول عديم الرواحي المتوفى سنة 1920م عن قوم بني ياس: قومٌ على صهوات الخيلِ طفلهمُ ** يربو له من دم الأبطال ألبانُ. يشار إلى أن علي أحمد الكندي المرر، أديب وباحث متخصص في التاريخ والتراث المحليين، وهو أيضًا شاعر، وابن شاعر الإمارات الكبير الراحل أحمد الكندي.