وصف الكتاب:
تضم المجموعة ما يزيد على أربعين قصيدة قصيرة ومتوسطة اختار الشاعر للقصائد عناوين ذات دلالات ذهنية وخيالية بشكل كبير، منها: "حوار هادئ مع امرأة صامتة، شيء من غبار الأمنيات، أحلام الفتى الذي كان، تحولات طفل، طواف في جبة المعنى، لا شيء غيرك، خيل المسافات، دروب، عنوانها الريح. وكعتبة لدخول المجموعة، يضع الشاعر إهداءً ملفتاً: "إلى امرأة هي كل النساء.. هدهدها القلبُ فصارت مدينة". ومن هذه العتبة يستطيع القارئ أن يتلمس داخل المجموعة واقعا عاطفيا ممزوجا بالحنين والوطن والشوق. في قصيدة "أحلام ممزقة" يقول الأمير: يا شاعراً فزّزَ الدنيا مكابرةً حياتكَ الموتُ.. ماذا تبتغي بـ (أنا)! أيامُ عمركَ أحلامٌ ممزّقةٌ هنا دماها هنا أشلاؤها وهنا الضائعون بنوا من بعضها وطناً وقد أضعت على أبوابها وطنا.. يحضر الوطن كثيرا في قصائد هذه المجموعة الشعرية، رغم غيابه على أرض الواقع الذي يعيشه الشاعر، ويحاول جاهدا وصفه عبر أدوات شعرية قادرة على صناعة المفارقة والمفاجأة بين سطور القصيدة. ومن العناوين التي تضع العراق بين عيني القارئ، نذكر: "هديل عراقي، ما يهمسه دجلة لأخت يونس، دمع الفرات" وغيرها من العناوين التي تعبّر عن روح عراقية تمتلئ بالشعر والشجن. وفي سياق شعري معبّر، يكتب الأمير قصيدة رثاء مؤثرة بعنوان "خيل المسافات"، يرثي فيها محمد خلف المزروعي: "مؤثثاً بهديل الصمت كان دمي فهل يطيّبُ حزني خاطرَ الضادِ؟ كأنما القلبُ حبّاتٌ بمسبحةٍ يضوعُ منها اسمهُ عطراً بأوْرادي لأنهُ رجلٌ حبّاً دماثتهُ تُكبّلُ القلبَ قبل الملحِ والزادِ".