وصف الكتاب:
برز في عُمان العديد من الأسر التي اشتهرت في مجالات معينة كالسياسة، أو الاقتصاد، أو الدين، أو الأدب، وكان لها إنتاج معرفي بارز في المجال التي برعت فيه، فلدينا أسرة آل المهلّب في مجال الحرب والسياسة، تلتهم أسر عديدة مثل بنو نبهان، واليعاربة، والبوسعيد، وفي المجال العلمي برزت أسر من أمثال أسرة موسى بن علي، وبنو مدّاد، وآل مفرّج وغيرهم من الأسر التي برزت في المجالات السابقة، ومجالات أخرى مختلفة. وتعد أسرة “آل الرحيل” من أبرز الأسر العلمية والسياسية التي سطع نجمها تحديدًا ما بين القرنين الثاني والرابع الهجري دون أن ينقطع نسلها بعد ذلك من العلماء والشخصيات البارزة، ولعبت هذه الأسرة أدوارًا سياسية وفكرية مهمة، كما أنجبت عددا من الشخصيات البارزة التي كان لها تأثيرها البارز من خلال منجزاتهم التي خلفوها. “أثير” تقترب في هذا التقرير من هذه الأسرة الكريمة ودورها في التاريخ العماني من خلال استعراض نسبها، وأبرز أعلامها، ومكانتها في المجتمع العماني، وأبرز أدوراها السياسية والفكرية، وذلك من خلال تصفح كتاب مهم تناول هذه الأسرة خلال الفترة ما بين القرنين الثاني وحتى الرابع الهجري، ونقصد به كتاب ” آل الرحيل قرنين من صياغة الحياة السياسية والفكرية في عمان” للباحثة الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية. نسب آل الرحيل اختلفت المصادر العمانية وغير العمانية في نسب آل الرحيل، ومما يزيد الأمر تعقيدا عدم وجود تأريخ لنسب الأسرة من قبل أيّ من أفرادها أو ممن عاصرها، فالمصادر العمانية توضح أن آل الرحيل ينسبون إلى الرحيل بن سيف بن هبيرة من مخزوم من قريش، وقالوا إن سيف بن هبيرة هو فارس رسول الله، ومع تتبع مؤلفة الكتاب لسلسلة نسب بني المخزوم في مصادر الأنساب العربية لم تجد ذكرًا لشخصيةٍ تحمل اسم سيف بن هبيرة أو حتى العنبر بن هبيرة من بني مخزوم، والشخصية الأشهر من بني هبيرة هو جعدة بن هبيرة الذي خلّف عددًا من الأبناء لم يكن من بينهم اسم الرحيل. أما المصادر غير العمانية وبالأخص المصادر المغربية وعلى رأسها كتاب الطبقات للدرجيني، فقد وضع أبا سفيان محبوب بن الرحيل في الطبقة الرابعة (100-200هـ) ويذكره فيقول” ومنهم محبوب بن الرحيل العبدي رحمه الله، أحد الأخيار الأنجار، وممن سبق إلى تخليد السلف الأخيار”، ونجد الجيطالي يذكره بذات الاسم والنسب ” أبو سفيان محبوب بن الرحيل العبدي – رحمه الله – …” وترجح الباحثة ما ذكره المغاربة من نسب آل الرحيل لاعتبارات عدة من بينها عدم تطابق نسب الأسرة في المصادر العربية مع ما تذكره المصادر العمانية، فضلا عن أن المغاربة هم أول من دوّن تاريخ الأسرة، وذكروه في مؤلفاتهم.