وصف الكتاب:
ترى الرواية أن ظاهرة العنف لم تكن وليدة أسباب سياسية وعقائدية وعشائرية فحسب ، ولكنها كانت تقتات أيضا من الإشاعات التي نفخت في كيرها وحولت نارها إلى جحيم مستعر أتى على الأخضر واليابس، حيث تتقاطع الأحداث في مدينة متخيلة (عين آدم) أهمُّ ميزاتها الصغر والعزلة، وتلتقي شخوصها مُشكّلة نموذجاً مصغّراً عن تناقضات المجتمع الجزائري الذي ولّد موجة من الإرهاب تغذّت كالنار من حطب الكراهية والحقد. تبدأ أحداث الرواية، عندما تشرق شمس "عين آدم" على ميلاد إشاعة تتقاذفها الألسن، وتتلقفها الآذان حتى تلتبس على الأذهان، ولا تغرب الشمس إلا على متاريس الفرقة والخوف والقلق، فإذا كانت الإشاعة مرضا اجتماعيا، فهي في مواسم الحقد والكراهية أكثر من وباء، فالألسنة الزرقاء لا تفسر الإرهاب بالأسباب السياسية والعقائدية والتناقضات الاجتماعية والقبلية وحسب، بل ترى أن الاشاعة كانت السبب في امتداده واستمراره، فقط ظلت تغذيه وتمده بحطبها ولهيبها حتى احترق الجميع . تعتبر الرواية مغامرة سردية جمالية، تجمع بين اللغة الشعرية الراقية، والتراث الثقافي الشعبي ، لتمنح القارئ مشاهد فنية، تحاكي أحلام وإكراهات الحياة في المجتمع الجزائري، وتؤسس لمشروع سردي يجعل من الرواية سؤالا وجوديا حول مصير الإنسان ورحلته اليومية في الحياة. واقع تاريخي تقدم الرواية رصداً يجمع بين الواقع التاريخي والخرافة في فنتازيا سوداء، تتداخل فيها الطبيعة مع الإنسان، فالطبيعة في هذا النص ليست إطارا حياديا للأحداث، بل فاعل ينمو، ويؤثر في أكثر من مشهد ، مستثمرا في عناصر الطبيعة دلالاتها الرمزية، وطاقاتها الإيجابية، مانحا النص سيرورته وأبعاده.