وصف الكتاب:
قصة "الموت سيرًا على الأقدام" كان سؤاله مبهمًا بعض الشيء مما جعلها تضع فنجان القهوة جانبا وتنتبه حينما سألها: ألا تلاحظين شيء؟ هي: لا شيء يسترعي الانتباه. هو: أقصد تلك الشجرة. هي: شجرة مثل أي شجرة. هو: ألا تلاحظين أن كل أجزاء الشجرة أصبحت واضحة بعد أن وقعت أوراقها وفارقت الغصون، حينما تعرت الشجرة بدت واضحة. هي: واضحة لكن غاب عنها الجمال. هو: وغابت عنها الحياة وتغيب عنها كل المعاني وسبب الوجود. هي: لست أفهم ما وراء كلماتك؟ هو: كذلك أنا أصبح حالي مثلها تماما، أصبحتُ أكثر وضوحا بعد أن طالت فترة غيابك، كذلك صرت أنا بلا حياة ولا معنى، موجود وكأن ليس لي وجود. هي: المواسم تتوالى والبدايات لا تنتهي، فلتبدأ من جديد ولا تجعل حياتك تتوقف عندي. هو: ربما الأشجار يمكن أن ننزعها من جذورها من بين أحضان الأرض ونغرسها بأرضٍ جديدة، وربما تموت حينما لا تستطيع أن تحيا بأرضٍ أخرى، تلك مجازفة لن أقدم عليها أبدًا. هي: الحياة غالية وتستحق المحاولة. هو: وليس هناك سوى حياة واحدة ولا يوجد بعث على الأرض ولا تعود الحياة بعد الموت. هي: لا تلوم الخريف حين قدومه فمقدوره أن يتابع الفصول، فكيف تتناسى الربيع والزهور التى كانت تغطي الأغصان والطيور التي سكنت طويلا بين الأوراق الخضراء. لا شيء إلى دوام فلا تطلب المستحيل. هو: لم أطلب يوما مستحيلا، كل ما كنت أطلبه هو أن أظل حيا إلى أن أبلغ الأجل، لم أكن أطلب أبدًا أن تكون نهايتي.. الموت سيرًا على الأقدام.