وصف الكتاب:
الحديقـةُ الغدامـسيّةُ - الطبعة الأولى الكاملة - ديسمبر 2020 وفيها: المتونُ البستانيةُ، والمحاوراتُ الإلهيةُ، والإشاراتُ الغدامسيّةُ. وبِوَاطِئَتِها: الشّروحُ الليبيةُ. وبآخرِها: الرسالةُ اليمانيةُ، والسيرةُ الرحمانيةُ. الشيخُ بِلخير الغدامْسِي (1862م – 1954م ) من الكتاب ... وفي مَساهُ قَعدتُ على صَخرةٍ وبَكيتُ*. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *قلتُ: الصخرةُ شدةُ الحالِ، والبكاءُ استدعاءٌ للحضرةِ إزاءَها، فهُما في مقامِ المواجهةِ. وكان الأستاذُ بَابِكِر بنُ الفاتحِ النّوبي، غوثُ السودانِ، وعارفُ قرنةَ وأسوان، الفتحُ الباهرُ، والنيلِ الغامرُ، وإمامُ الزمانِ الظاهرِ، يهتزُّ لبكاءِ المظلومينَ يقولُ: هذه إشارةٌ بينه وبينهم فخلّوا بالَكم. ورأيتُه في مرةٍ يكلّمُ حجراً ضخماً أغبرَ خشناً، بديارِ دِسُوقَ من طميِ النيلِ، يقولُ لهُ: ما يُبقيكَ على حالِ الصلابةِ وفلانٌ أبو عيالٍ يتّكئُ عليكَ كلّ يومٍ وهو يمشي إلى السّوقِ، وهو وهُمْ جائعونَ عُريانونَ في رامضةِ النهارِ. وكان الحجرُ يتحشّمُ أن يَرُدَّ على الأستاذ، فلا يتكلّمُ إلا بالشهقةِ التي يسمعُها العارفونَ من دونِ الخلقِ.