وصف الكتاب:
يُعَدّ كتاب (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات) من الكتابات المهمّة في علم المناسبة، وهو من المؤلفات التي لم تنل حظًّا من التعريف رغم أن مؤلفه أحد أشهر علماء الهند، وتأتي هذه المقالة لتعرِّف بهذا الكتاب، وتبرز موضوعاته ومحتوياته، مع طرح بعض الملاحظات عليه. ويُعَدّ كتاب (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات) من الكتابات في علم المناسبة، وهو من المؤلفات التي لم تنل حظًّا من التعريف رغم أن مؤلفه أحد أشهر علماء الهند في القرن المنصرم، وهو حكيم الأمة الشيخ العلّامة: أشرف علي بن عبد الحق الحنفي التهانوي الهندي؛ ولذا فإننا سنحاول في هذه المقالة التعريف بهذا الكتاب وبيان نشراته وأغراضه وخطّة المؤلّف فيه...إلخ، وقبل الشروع في ذلك يحسن بنا أن نقدّم تعريفًا موجزًا بالمؤلف، وفيما يأتي بيان ذلك: المؤلف في سطور: يُعَدّ العلّامة أشرف علي بن عبد الحقّ الحنفي التهانوي الهندي (1280-1362هـ=1863-1943م) من أكابر علماء الهند، وهو عربي الأصل ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. برع الشيخ في العلوم العقلية والنقلية، وكان له نشاط ضخم في الدعوة والتربية، وأكثرَ من التأليف جدًّا، بحيث عُدّ أكثرَ علماء العصر على الإطلاق تصنيفًا للكتب، وأُحْصِيَ له ما يربو على ألفِ كتابٍ ورسالةٍ تتناول غالب علوم الإسلام[2]، كَتَبَ بعضَها باللغة العربية، وأكثرها بالفارسية. من أشهر تلك المصنفات كتاب (إعلاء السّنن)[3] الذي أشرفَ على تأليفه، وهو يقع في ثمانية عشر مجلدًا بعد ثلاث مقدمات حافلة غنية بالفوائد تعلن عن رفيع قدره في العلم بالسُّنة النبوية، وتوجيه أحاديثها والاستنباط منها. جهوده في علوم القرآن: وكان للشيخ -رحمه الله- اهتمام خاصّ بالتفسير وعلوم القرآن؛ فقد وقَفْنا له على ما يقارب عشرين مصنفًا في الإعجاز، والمناسبات، والمتشابه، والتجويد...إلخ، وتفسيره: (بيان القرآن) في أربعة مجلدات ضخمة هو أشهر التفاسير في اللغة الأوردية، حوى مباحث علميّة مهمّة من التفسير والنحو والبلاغة والفقه والتصوّف، مع عناية بالمناسبات، وجمَع لُبّ المطوّلات ومغزاها في عبارة مختصرة[4]، وهو من المقرّرات في مادّة التفسير في جامعات الهند[5]. سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات: هذا الكتاب كما هو بيِّنٌ من عنوانه هو كتاب في علم المناسبات القرآنية، أسماه مؤلفه (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات)[6]، وتلك تسمية فريدة، لم نرها في شيء من كتب التراث، ولعلّ الشيخ أخذ هذا الاسم من نحو قول العُجَيْر السَّلُولي[7]: خُلِقْتُ جوَادًا، والجوادُ مثابرٌ * على جَرْيِهِ، ذُو عِلّـةٍ ويسيرُ وَلَا يَسْبق الغاياتِ مُستسلِمُ الصَّلا * مُغلٌّ لأطرافِ الرماح عَثُورُ[8] نشرات الكتاب: وقد طُبِع الكتاب طَبْع حجر في حياة مؤلفه (عام 1317هـ)، طبَعه: (المطبع المجتبائي) الواقع في: (دِهْلِي)[9] بالهند، وتولى تصحيحه: (مولوي حافظ محمد عبد الأحد)[10]، وجاء في (154) صفحة، في كلّ صفحة (24) سطرًا، وقد لوحظ أن الكتاب قد انتهى عند الصفحة (151)، ثم ألحق بآخره قطعة من كتاب: (النُّقاية) للجلال السيوطي إتمامًا للفائدة كما ذكر في آخره[11]، وقد كتب الكتاب بخط غير مشكول، سواء في ذلك آيات القرآن وكلام المصنف، غير أنه تم تمييز الآيات بخط فوقها. وعلى حاشية الكتاب تعليقات متنوعة تجبر نقصًا في النصّ، أو تصحّح غلطًا فيه، وهي قليلة جدًّا، وقد ختم بعضها بكلمة: «منه»، وبعضها بكلمة: «مصحح»، مما يشير إلى أنها من تعليقات المصحح. ثم أعيد نشر الكتاب في القاهرة بعد 120 عامًا من نشرته الأولى في الهند، إذ نشرته منذ بضع سنوات (1437هـ=2016م) دار الكلمة للنشر والتوزيع بالقاهرة، في مجلد واحد يبلغ (448 صفحة) من القطع الكبير، بتحقيق متواضع لمحمد عبيد الله الأسعدي[12]، وتقديم موجز للشيخ خالد سيف الله الرحماني، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بالهند.