وصف الكتاب:
يذهب المؤلف في مقدمته للكتاب إلي:"إن المتأمل في الخطاب الديني لا يرى صعوبةً في ايجاد الكثير من الثغرات والعثرات فيما يرتبط بالتعاطي مع التراث وتوظيفه في قضايا العصر٬ وليس من الصعب أن تحدد تلك العثرات بنتيجةٍ واحدة تتمثل بـ استعادة القوالب الجاهزة من الماضي٬ والعمل على توظيفها في ضرورات الحاضر٬ والتنظير لإمكانها في المستقبل. وإذا ما تنبه أقطاب الخطاب الديني لعدم صحة هذا التعامل مع التراث٬ وعملوا على وضع الحلول والمعالجات لمنظومة التراث٬ فإنهم لا يجدون حلًا غير الدفاع عنه والحفاظ عليه بوصفه خطًا أحمرًا ومقدسًا من المستحيل التفكير فيه٬ وهذه المحاولة بدأت حينما قرر الخليفة الثالث بأن الخلافة ثوبًا سربله الله له. ودعوة التجديد هنا لا تقوم بتجديد الخطاب الديني على أساس أنه خطاب عقيم لا ينفع بشيء فحسب٬ بل على أنها ضرورة ملحة٬ خصوصًا عندما تنشأ من داخل هذا الخطاب٬ خطابات أخرى تكفيرية مدمرة لطبيعة الإنسان والواقع٬ تحتمي بسلطة المقدس المفتعلة والمؤدلجة٬ للحفاظ على بناء هذه الجماعات الشاذة والمتطرفة٬ وهذه الزمر والجماعات هي نتاج ذلك الخطاب الديني٬ أقصد به الخطاب الديني الاستردادي٬ الذي يريد العودة إلى القديم واستنساخه في الحاضر.