وصف الكتاب:
لم يكن في نظرها سوى قاطع طريق متحجر القلب، وبرغم ذلك استحوذ على خفقات قلبها... اضطرت ماريا إلى التنكر بهيئة صبي خادم حين هاجم زين، قاطع الطريق الذي يخفي خلف قناع وسامته قلبه الأسود، بلدتهم المفعمة بالحياة في قلب الصحراء العربية، ليستولي على عرشها وينتزع منصب الشيخ، ليس للسيطرة على خيراتها وكنوزها فحسب؛ بل لغاية مخفيَّة في قلبه المظلم. كان من المستحيل أن ينبلج أمام ماريا البسيطة خيار ثالث يُضاف إلى خياري إكمال حياتها متنكرة بهيئة صبي، أو أن تقع فريسةً في قفص الشيخ الظالم زين وتصبح مجرد رقم في قائمة حريمه. نيران قلبها المشتعلة بغضاً عليه أعادت لعقلها أسوأ كوابيسها الذي أخذ يتحقق على أرض الواقع بصورةٍ أكثر بشاعة... لسوء حظ ماريا يشاء القدر أن تصطدم بزين عن طريق الخطأ في إحدى أمسيات الصيف الحارة، وينكشف شعرها الطويل فينفضح أمرها، ويحدث ما كانت تخشاه. فُتن زين بهذا الجمال الساحر لصبي مشاكس؛ لم يلبث أن تحول إلى فتاة أسرت قلبه وألهبته لوعةً بجمال عينيها الزرقاء وصوتها الشجي الذي ينافس في جماله صوت حورية الصحراء. فعلى الفور، قرر القبض عليها وضمها إلى حريم قصره، لأنه يجب أن يعرف من هي ومن أين أتت. الآن، وفي موقفها الصعب، أصبحت تتوق إلى الحرية من براثن زين أكثر من أي شيء آخر، فلم تتوقف ماريا مطلقاً عن محاولة تحرير نفسها من زين، مكافحةً زوبعة المشاعر التي يثيرها بداخلها؛ في الوقت الذي تحاك فيه مؤامرةً غادرةً ضدهم.