شهنامة" ذاكرة من احدى قرى عمان
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
تستحضر ذاكرتي موقف بسيط مررت به قبل عدة سنوات ... على طاوله في غرفة المعيشه اعتدت مراكمة الجرائد والمجلات القديمه..... عند مروري قربها احدى المرات.. سقطت... محدثة فوضى في المكان... فقررت اعادت جمعها ورصها حيث كانت... اثنا ذلك لمحت عنوان في زاوية احدى تلك الجرائد.. لفت انتباهي بنحو مستفز.. وبرغم العجله التى كنت فيها حينها لم استطع مقاومة قراءة ذلك المقال الذي كان عنوانه(ممنوع من القراءه) اثار العنوان فضولي على نحو غريب... ... لم يكن المقال بتلك الاهميه ولكن الكاتب اوضح في نهايه مقاله انه بالرغم ان موضوع المقال غير مهم لكنه استطاع اجبار القارى علي اكمال المقال بسبب الاستفزاز الذي سببه العنوان فقط. كثيرا ما تذكرت ذلك المقال في حياتي بعدها.... فعند التركيز يتضح جلياً ان المنع يستفز النفس البشريه ويضاعف فضولها وتمسكها بما تمنع عنه..... فهمت بعدها سبب عناد الاطفال عند نهينا لهم خوفاً عليهم.... وسبب خلافاتنا مع ابنائنا المراهقين... فنحن نستخدم عبارات نهي تصل احياناً الي حد المبالغه..... زاد تركيزي في الموضوع بعد ان وجدت جمله في كتاب كنت اقرأه عن التعامل مع العقل الباطن قالت فيها الكاتبه (علينا الحذر والانتباه من استخدام عبارات النفي لأن العقل الباطن يرفض الضغط والقهر... وهو لا يقبل ان يبرمج) اذا تفكرنا جيدا بإمعان نجد انه من السهل التحكم بمن حولنا بسهوله اكبر لو توقفنا عن عبارات النهي وبالاخص كلَمة (لا) التي نكررها كثيراً جدا في ساعات حياتنا اليوميه... وقمنا باستبدالها بعبارات وكلمات اكثر ايجابيه تصل بسهوله اكبر للعقول الباطنه... فتقع عليها كوقع السحر وتتملك القلوب بحنان وحب مما سيسهل علينا التعامل مع الاطفال والمراهقين والاشخاص الذين يعانون من صعوبه ف التواصل لاننا في هذه الحاله سنتمكن من السيطره على الاستفزاز الذي يشكله المنع والذي يدفع بالانسان دون وعي وادراك الى فعل ما نهي عنه تمرداً على ذلك النهي،،، بالتقليل من عبارات النهي والمنع يمكننا التحول الى اشخاص اكثر ايجابيه واكثر قدره على التعامل والانسجام مع الاخرين.... ونجعلهم اقل تمرداً وعناد واكثر تجاوباً... فكلمة (لا) وقعها على النفوس مزعج ومستفز.... بينما الكلمات المشبعه بالحنان تقودنا دون تفكير الى ارضاء من نسمعها منه.
