وصف الكتاب:
قدم فيه دراسة نقدية تتناول ثيمة الرحلة في عدد من روايات محمد الرحبي. و تعمل الدراسة على تحليل هذه الروايات نقدياً، والتعامل مع نصوصها السردية وما تمثله من مخزون لغوي ثقافي، بوصفه حقيقة سميوطيقية، تتجلى في ظاهرة أو علامة دالة، ومن ثم يستعين الباحث وإجراءات بحثه هذا على ذلك التحليل الذي اتفق الدارسون على تسميته بـ “المنهج السميوطيقي” في تحليل النصوص، والتعرف على تلك العلامات التي يطرحها كل نص، ومحاولة التعرف عليها عبر مواضعها الجمالية من لغة النص الروائي، بوصفها العنصر المميز له. كما سعى المؤلف في كتابه إلى فك شفرات العلامات القائمة في النصوص محل البحث، وصولاً إلى كنه الدلالة القائمة في تلك العلامات من عناوين وفضاء روائي زماني ومكاني؛ الأمْر الذي يقود الباحث والبحث إلى تناول الخطاب الروائي السّرديّ المعبر عن الرحلة في مُتون روايات هذا الأديب -الذي لم يلتفت النقاد إلى إنتاجه الروائي بعد، سواء أكان في سلطنة عُمان أمْ في المنطقة العربيّة برُمتها- ولعل طرح إنتاج كاتب مثله والوقوف على طابعه الروائي الخاص والمميز لكتاباته، وبما تطرحه من تقنيات فنية جديدة إلى الساحة النقدية هو إحدى طموحات هذه الدراسة. يقول الدكتور ناصر الحسني: “ويبدو أن محمد بن سيف الرحبي وقد اتخذ الكتابة الرّوائيّة القائمة على السّرد الرّحليّ كتقنيّة أساسيّة كامنة في رواياته الخمس، ينهلُ منها، ويحاورها، كما يظن الباحث وتفسره الدراسة، فهذا أمر أكثر غواية لمحللي خطاب الرحلة، كذلك ستبدو أغلب الشّخصيّات القصصيّة في هذا المُنجز الرّوائيّ على تنوّعها، وتعدّد وجهات النّظر لديها، للوهلة الأولى شخصيّات تروم التّرحال، والتنقّل، وتسعى إلى السّفر في فضاءات مكانية وزمانية متباينة بين الخيال والتاريخ، بين الصور والوقائع والعالم الافتراضي، بين الحقائق والأساطير واللعب الشعبية وتوظيفها كحيل فنية أو شفرات ثقافية”. قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة. في المقدمة يعرض الباحث لطبيعة الموضوع المدروس، وأهميته، وتحديد النصوص الروائية التي تمثل مادة الدراسة ومصدرها الفني، كما يقدم الباحث فيها المنهج النقدي المتبع في تحليل النصوص محل الدراسة، وأهمية مثل هذه الدراسات بمناهجها الجديدة في توعية المتلقي بما يحويه دفتر الرواية العربية المعاصرة من ذخائر، وبخاصة في “عُمان” التي شهدت في الآونة الأخيرة تألقاً كتابيا معاصراً، يستحق القراءة والتحليل في ضوء معطيات المنهج المستخدم. في الفصل الأول تناول البادث الإطار النظري للدراسة، وفي الفصل الثاني درس سميوطيقا العنوان، فيما تناول في الفصل الثالث سميوطيقا الأنا والآخر، وخصص الفصل الرابع لدارية سميوطيقا المكان، أما الفصل الخامس فتناول فيه سميوطيقا الزمان. وفي خاتمة الكااب رصد الباحث أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.