وصف الكتاب:
قصيدة الذنب ذنب أبي كنت حينها لا أزال صغيرا .... عندما قرر أبي نقلي للعيش في المدينة... لم أكن أدرك مايدور برأسه حينها .... كل ما عرفه هو أسماء أغنامي التي أرعاها... وأسماء الجبال التي أذهب إليها دوما ... أحلم بمستقبل لا يبعد كثيرا عما حولي... أحب الطبيعة هكذا أنا دوما ... لم أمل ساعات الإنتظار الطويلة حتى تخرج إلي لنذهب سويا... نقتسم رغيف الخبز وقطرات الماء التي نحضرها معنا في الصباح الباكر... هكذا كنت أنا قبل أن يتوقف بي الزمان ... بقرار أبي نقلي للعيش في المدينة ... عند رحيلي لم أنس أن أترك لها كل ما أملك ... قبعتي المصنوعة من الخزف وزمزميه الماء ... لكم كنت أخاف عليها من أن تذبل ... لقد كان قرار أبي حاسما أرادني أن أعيش في مكان لا أعرف فيه سوى وجه أبي ... الذي لم أعد أراه إلا صباح كل يوم جمعة.... ضاقت فتحة الزمان التي عبرت بها ... تغيرت ملامح القرية وبدأت تظهر علي ملامح المدينة... في آخر زيارة لي ... لم يعد شيء كما كان ... لقد تغير كل شيء ... حتى الطبيعة لم تسلم من أذى البشر... عندها فقط أدركت أن لا مكان لي هنالك ... كما أنني لم أجد لي مكان هنا... الحق ... إن ... الذنب ذنب أبي ... *** ليته تركني راعيا *** كنت أول المستقبلين له عندما عاد من غربته الطويلة ... ما إن رأني حتى سال رفاقه أتعلمون من هذا ... إنه إبني المدلل ... لم يمنع عني شيئا قط ... كثيرا ما صحبني أنا وأخي إلى العمل ... لقد أراد أن يعلمني كيف أعمل وها أنذا أعمل ... لكني أعمل بدون أجر ... ليس هذا ما رباني عليه أبي ... لقد كنت حقا ولد مدلل ... ولهذا لم استطع أن أحافظ على عملي هنا ... إنه عمل شاق ولا طاقه لي به ... لكني مع ذلك أعمل ... لا لشيء... إلا كي لا يقال أني لا أعمل ... أعمل كل ما يطلب مني بدون أجر عل رب العمل يرضى عني ... كثيرا ما منعني أبي من الذهاب إلى المدرسة مترجلا ... وهاأنذا اليوم اذهب إلى عملي حافيا ...