وصف الكتاب:
بدأت الفتاة الهاربة تتمايل بجسدها مع أنغام الموسيقى، فأثار الأمر بعض غضبي الذي لم أظهره، ربما كان هذا قلقا عليها، فقد بدت مغيبة ربما لأنها غير معتادة على الخمر الذي لم يفارق طاولتنا، كنا ثملين، لكن هي أكثرنا، بدأت تتحدث وتضحك كأنها حررت ذاتها وتحدت التقاليد مع انغام الموسيقى وسكرها لتنزع غطاء شعرها ويظهر شعرها الأشقر المتموج الطويل، وهي تتمايل في الرقص كراقصة محترفة، غادرت مقعدها وقدمت وصلة رقص توافق الإيقاع لتشعل جميع من في الصالة وتخطف أبصارنا، كان قلبي في تلك اللحظات يدق بشدة، يتمايل مع خطوات أقدامها كأنها ترقص على أوتار الروح، وكأنها قطعة من السحر والفتنة متجسدة في فتاة ريفية تدعي البراءة، لم أكن من أولئك المكبوتين الذين تشعل غريزتهم أي لفتة أنثوية، فقد صادقت الكثير من الفتيات الأوربيات نظرا للتحرر هناك حيث نشأت، لكن تلك الساحرة الصغيرة حركت صخرة بين الضلوع سببت زلزالا في داخلي... زادت حماستها مع التصفيق وارتفاع وتيرة الموسيقى بطبولها الصاخبة وإيقاع المزامير الآسيوية الساحرة، حتى انتهاء الأغنية وتوقف الموسيقى تماما، ليحدث أغرب شيء من الممكن أن يحدث في مكان وموقف كهذا، وقفت الفتاة لثوان تتلفت حولها، وفجأة بدأت بالصراخ تسأل " من أنا" " من أنتم" أين أنا؟! في حالة ذكرتني بالمرة الأخيرة التي رأيت فيها أمي!..