وصف الكتاب:
ينقل الكاتب د.رامي العزب في روايته “مَن سيذكر ما لم يحدث” مشاهدات عيانية تصف الواقع الذي يعيشه المجتمع الأردني بتعدد ملامحه السياسية والاجتماعية والعشائرية، وما ينتج عن امتزاج هذه الملامح وافتراقها من عوامل تشكل حقيقة هذا الواقع. تنقل الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، هذه التفاصيل، عبر قصة طبيب يعود من إحدى دول الغرب ليدير مشروعًا مشتركًا بين تلك الدولة ودولته. وخلال ذلك يطّلع على التغيرات التي أصابت مجتمعه خلال فترة غيابه، وتنشأ علاقات عمل وأخرى شخصية بينه وبين كثير من الشخصيات داخل الرواية، ويكتشف تدريجيًّا – مستعينًا بوالده- آليات الصعود والانضمام إلى النخبة، معاينًا كثيرًا من الحقائق الواقعية دون رتوش. وتصوّر الرواية التي اختيرت لغلافها لوحة للفنانة سالي حداد، معاناة البطل وذكريات حبه القديم الذي انتهى بموت الحبيبة تاركة إياه في حالة فراغ عاطفي لم يملأه أحد بعدها، فلازمه الشعور بالوحدة والغربة عما يربطه بذكرياته القديمة. يخاطب البطل حبيبته المفترضة قائلا: “أراكِ تتكورين في مقعدكِ الشتويِّ، يُدفّئكِ كوبُ شاي أعددتِه بنفسك، تختلطُ أنفاسكِ ببخارٍ يشوّش الأفقَ ولكنك لا تمانعين، تستفزّينَ حافّة الكوب بشفتيكِ المكتنزتينِ كلاماً لم تقوليه. (الحياة دونك أو معك).. كان هذا هو عنوانُ الوجوم، وأنا هنا في انتظارِ حكم محكمة لم يُسمح لي فيها بمرافعة عادلة، أو ربما أنني ضيّعتُها. أراكِ، تتقنين إعادةَ ترتيب أفكارك بواقعية، تسمحين لقليل من العواطف أن تتمرَّد”. فتجيبه الحبيبة: “أريد أن أمارس أنوثتي العادية، أن أكذب، أن أتجمل، أن أحيكَ لك شِباك العشق بعمق حيناً وبسطحيةٍ أحياناً، أن أرتدي لك ما يجعلك تخرج عن لباقتك، أن أطلق شَعري بكل ما أوتي من فوضوية، أن نتكلم عن كل شيء، عن أي شيء، عن لا شيء”. والدكتور رامي العزب هو أستاذ في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ويمارس جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك عبدالله المؤسس في الجامعة نفسها، وهو خريج الجامعة الأردنية وحصل على شهادة الاختصاص من جامعة تورنتو في كندا. وهذا العمل هو الأول في مسيرته الإبداعية.